الرّاشِدُونَ (١)
____________________________________
(١) ـ (الراشدون) أي الذين يُرشدون إلى الدين الحقّ المبين ، ويهدون إلى الصواب باليقين.
من رَشِدَ يرشَدُ رَشَداً فهو راشد ، والرَشَد هي الهداية (١) ، في الاُمور الدنيوية والاُخروية (٢) ، وهو نقيض الغيّ والضلال (٣).
والرَشَد والرُشْد والرَّشاد واحد وهي الإستقامة على طريق الحقّ ، مع تصلّب فيه (٤).
وأئمّة أهل البيت عليهم السلام هم الأئمّة الراشدون ، كما نصّ عليه سيّدهم وجدّهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في حديث الصدوق قدس سره باسناده عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه :
«أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي لا يستغني عنه العباد ، فإنّ من رغب في التقوى زهد في الدنيا.
واعلموا أنّ الموت سبيل العالمين ومصير الباقين ، يخطف المقيمين ، ولا يعجزه الخلق الهاربون ، يهدم كلّ لذّة ، ويزيل كلّ نعمة ، ويبشع كلّ بهجة ، والدنيا دار الفناء ، ولأهلها منها الجلاء ، وهي حلوة خضرة قد عجلت للطالب ، فارتحلوا عنها يرحمكم الله بخير ما يحضر بكم من الزاد ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ ولا تمدّوا أعينكم منها إلى ما متّع به المترفون.
ألا أنّ الدنيا قد تنكّرت وأدبرت واخلولقت وأذنت بوداع ، وأنّ الآخرة قد رحلت وأقبلت باطّلاع.
معاشر الناس كأنّي على الحوض يرد قوم عليّ منكم وستؤخّر اُناس من دوني ،
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة رشد ص ٢٠٦.
(٢) المفردات : ص ١٩٦.
(٣) المحيط في اللغة : ج ٧ ص ٣٠٠.
(٤) القاموس المحيط : ج ١ ص ٢٩٤.