وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ (١)
____________________________________
(١) ـ الحرب في اللغة هو : القتال كما هو معروف.
أي من قاتلكم أهل البيت كان مشركاً بالله تعالى ، ومطيعاً لهوى نفسه ويدخل فيه كلّ من أطلق لسانه بسبّهم ومعارضتهم ومضادّتهم فإنّه حربٌ عرفاً.
وقد تظافرت الأحاديث من الفريقين في أنّ حرب علي عليه السلام حرب الله ، وحرب رسول الله ، وقول النبي صلى الله عليه وآله لأهل البيت عليهم السلام : «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم» والحرب مع الله ورسوله كفر وشرك.
دلّت على ذلك أحاديث الخاصّة مثل ما تقدّم من حديث ابن عبّاس : «أنّ أعداء علي أعداء الله ، وحرب علي حرب الله».
حديث أبي أيّوب الأنصاري : «من تقلّد سيفاً أعان به عدوّ علي قلّده الله تعالى يوم القيامة وشاحاً من نار» (١).
كما دلّت على ذلك أحاديث العامّة أيضاً التي نقلها في الإحقاق (٢).
هذا مضافاً إلى أنّ المحاربة مع أهل البيت عليهم السلام إنكار لإمامتهم ودفع لها وهو كفر ، كما أنّ دفع النبوّة وإنكارها كفر ، فإنّ من آمن بنبيٍّ أو إمامٍ لا يحاربه.
وهو شرك لا يغفر كما فسّر به قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) (٣) ففي حديث جابر ، عن الإمام الباقر عليه السلام : يعني أنّه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي عليه السلام (٤).
قال شيخ الطائفة قدس سره : «عندنا أنّ من حارب أمير المؤمنين عليه السلام وضرب وجهه
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ٣١ ب ٥٧ ح ٩ ـ ١٠ ، وج ٣٢ ص ٣١٩ ب ٨ الأحاديث ، العوالم : ج ١١ ص ٩٣٣. والوشاح هو يُتقلّد به.
(٢) إحقاق الحقّ : ج ٥ ص ٤٣ ، وج ٦ ص ٤٣٩.
(٣) سورة النساء الآية ٤٨.
(٤) تفسير العياشي : ج ١ ص ٢٤٥ ح ١٤٩.