وَشُهَداءُ دارِ الْفَناءِ (١)
____________________________________
(١) ـ أي شهداء الله تعالى على خلقه في دار الدنيا التي هي دار الفناء لأنّها تفنى وتضمحل وتزول ، مقابل الآخرة التي هي دار البقاء لأنّها تبقى وتخلد وتدوم.
وقد تقدّم في الفقرة السابقة : «وشهداء على خلقه» أنّ أهل البيت عليهم السلام مشاهدين وشاهدين لجميع الأعمال والأفعال.
وهذه الدنيا الفانية دار امتحان للعباد في سبيل يوم المعاد ، لتنال كلّ نفس جزاءها بالقسط والعدل.
ومن تمام الحجّة وعدالة المحجّة أن يُوفّى الناس حسابهم على طبق شهادة شهودهم.
ومن أصدق شهادة من أهل بيت العصمة عليهم السلام الذين هم الصادقون المصدّقون ، والذين يُعرض عليهم أعمال العباد من قبل ربّهم ، بل يشاهدونها في عمود نورهم.
وقد عرفت الدليل على شاهديتهم عليهم السلام من الكتاب في قوله تعالى : (لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (١) ـ (٢).
ومن السنّة في الأحاديث المتواترة التي عقد لها باب كما تقدّم (٣).
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ١٤٣.
(٢) كنز الدقائق : ج ٢ ص ١٧٧.
(٣) الكافي : ج ١ ص ١٩٠.