وَصِرْتُمْ في ذلِكَ مِنْهُ اِلَى الرِّضا (١)
____________________________________
(١) ـ أي صرتم في الجهاد وفيما ذكر من الاُمور أي : بذل نفسكم ، وصبركم على ما أصابكم ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإعلان دعوة الله ، وبيان فرائضه ، وإقامة حدوده ، ونشر أحكامه ، وتبيين سنّته ، إلى الرضا ورضوان الله ، بحيث رضى الله عنكم ، ورضيتم عنه ، فبلغتم رضوان الله الذي هو أكبر ، قال تعالى في شأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وكانوا خير البريّة وهم آل محمّد عليهم السلام كما ورد في التفسير : (اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (١) ـ (٢).
ومقام الرضا هو من أعظم المقامات العالية التي ينالها الصدّيقون ، بل هو أعلى درجة اليقين ، بل هو الموجب لاستجابة الدعاء من قِبَل ربّ العالمين كما تلاحظه في الأحاديث مثل :
١ ـ حديث عمرو بن نهيك بيّاع الهروي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : قال الله عزّ وجلّ : «عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلاّ جعلته خيراً له ، فليرض بقضائي وليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي ، أكتبه يا محمّد من الصدّيقين عندي».
٢ ـ حديث علي بن أسباط ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لقي الحسن بن علي عليهما السلام عبد الله بن جعفر فقال : يا عبد الله! «كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمه ويحقّر منزلته والحاكم عليه الله ، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلاّ الرضا أن يدعوا الله فيستجاب له».
٣ ـ حديث ابن سنان ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : بأي شيء يُعلم المؤمن بأنّه مؤمن؟
__________________
(١) سورة البيّنة : الآية ٨.
(٢) كنز الدقائق : ج ١٤ ص ٣٨١.