وَحُجَجِ اللهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَالاْولى (١) وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
____________________________________
(١) ـ حجج جمع حُجّة مثل غُرَف جمع غُرفة ، هي الدليل والبرهان كما في اللغة ، وهي البيّنة الصحيحة المصحّحة للأحكام ، التي تقصد إلى الحكم ، ماخوذة من حَجَّ إذا قصد كما اُفيد.
وأهل البيت سلام الله عليهم يحتجّ بهم الله تعالى ويُتمّ حجّته على جميع خلقه بواسطة ما جعل لهم من المعجزات الباهرة والدلائل الظاهرة والعلائم الواضحة ، والعلوم الحقّة ، والإحتجاجات المحقّة.
فهم حجج الله تعالى على أهل الدنيا والآخرة ، وعلى الاُولى ، يعني على أهل النشأة الاُولى أي عالم الذرّ ، أو الاُولى مقابل الاُخرى بمعنى عالم الدنيا تأكيداً.
وحجّيتهم على جميع الخلق صريحة في الأدلّة المتظافرة في باب أنّهم الحجّة على جميع العوالم وجميع المخلوقات مثل :
١ ـ حديث عبد الخالق ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «إنّ لله عزّ وجلّ إثنى عشر ألف عالم ... وإنّي الحجّة عليهم» (١١).
٢ ـ حديث سليمان بن خالد المتقدّم ، عن الإمام الصادق عليه السلام : «ما من شيء ولا من آدمي ولا إنسي ولا جنّي ولا ملك في السماوات إلاّ ونحن الحجج عليهم ، وما خلق الله خلقاً إلاّ وقد عرض ولايتنا عليه واحتجّ بنا عليه ، فمؤمن بنا وكافر وجاحد ، حتّى السماوات والأرض والجبال» (١٢).
٣ ـ حديث سليم بن قيس بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «وهم حجج الله على
__________________
(١٠) تفسير الصافي : ج ٤ ص ٤٠ ، وج ٣ ص ٢٨٤.
(١١) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٤١ ب ١٥ ح ١.
(١٢) بحار الأنوار ج ٢٧ ص ٤٦ ب ١٥ ح ٧.