بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي وَنَفسي وَاَهْلي وَمالي (١) ذِكْرُكُمْ فِى الذّاكِرينَ ، وَاَسْماؤُكُمْ فِى الاْسْماءِ ، وَاَجْسادُكُمْ فِى الاْجْسادِ، وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلاَرْواحِ ، وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ ، وَآثارُكُمْ فِى الاْثارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ (٢)
____________________________________
(١) ـ سبق أنّ هذه الكلمات إنشاء للتحبيب وتعظيم للمحبوب ، بتفدية ما أحبّه الإنسان أي أفديكم يا أهل البيت بأبي واُمّي ، أو أنتم مفديّون بأبي واُمّي.
(٢) ـ الروح هنا : هي التي بها حياة الإنسان ويشتمل عليه البدن.
والنفس : هي جملة الشيء وحقيقته.
والآثار : جمع الأثر هي بقيّة الشيء وما يبقى منه.
وقد فُسّرت هذه الفقرات المباركة بتفسيرات عديدة منها :
الأوّل : إنّ ذكركم الشريف وإن كان في الظاهر مذكوراً بين الذاكرين فيذكرونكم ويذكرون غيركم ، لكن لا نسبة بين ذكركم وذكر غيركم ، من جهة ما لكم من كمال الامتياز والسموّ والرفعة والقدر والمنزلة.
وكذا بقيّة الفقرات يعني أسماؤكم وأجسادكم وأرواحكم الخ.
والقرينة على هذا المعنى قوله : فما أحلى أسماؤكم الخ المفيد للامتياز.
وهذا المعنى يستفاد من العلاّمة المجلسي (١) ، وأفاد السيّد شبّر (٢) أنّه أحسن المعاني وأوضحها.
الثاني : أنّ الأخبار في هذه الفقرات هي الأحسنية المحذوقة ، وتقدّر بما يناسبها.
يعني ذكركم في الذاكرين أحسنُ الذكر ، وأسماءكم في الأسماء أحسن الأسماء وهكذا.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٤٣.
(٢) الأنوار اللامعة : ص ١٨٨.