وَخُزّانَ الْعِلْمِ (١)
____________________________________
(١) ـ الخزّان والخزنة : جمع خازن مأخوذ من الخَزن بسكون الزاء ، وهو حفظ الشيء في الخزانة.
وأهل البيت عليهم السلام خزنة العلم وحفظة العلوم الإلهية ، والأسرار الربّانية ، والمعارف الحقيقية ، وما جرى على ألسنة الأنبياء عليهم السلام ، وما إشتملت عليه الكتب المقدّسة ، وما أفاضه الله على جدّهم الأكرم صلى الله عليه وآله من علم ما كان ، وما يكون ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وما ينزل في ليلة القدر ...
جميع ذلك مخزون محفوظ عندهم سلام الله عليهم ، فهم حملة علم الله وعيبة وحيه وهم الراسخون في العلم ، والذين آتاهم الله العلم من لدنه ، فعلمهم حضوري لدُنّي وليس بإكتسابي أو تحصيلي ، وهو موهوب لهم من الله العلاّم وليس بتعلّم من الأنام.
وقد نطق الكتاب العزيز في عدّة آيات شريفة بعلمهم الحضوري كما إستدلّ به الشيخ المظفّر قدس سره (١) منها :
١ ـ قوله تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (٢) المفسّر بهم سلام الله عليهم كما تلاحظه في حديث عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمّة من بعده عليهم السلام» (٣).
والرسوخ في العلم بمعنى الثبوت فيه والتمكّن منه ، والراسخ في العلم هو المتمكّن فيه ، والذي لا تعرض شبهة له.
فيلزم أن يكونوا عارفين به حتّى يرسخوا فيه ، إذ كيف يرسخون فيما لا يعرفون
__________________
(١) علم الإمام : ص ٢٧.
(٢) سورة آل عمران : الآية ٧.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢١٣ باب إنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام ح ٣ وفيه أحاديث ثلاثة.