وَاَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ (١)
____________________________________
(١) ـ أدمتم : من الدوام وهو الثبوت والاستمرار.
وفي نسخة العيون (أدمنتم) مأخوذ من الإدمان ، وهي المداومة والمواظبة ، والاستمرار.
وذِكُر الله هو ما يذكّر بالله تعالى من الأذكار الشريفة بالقلب واللسان ، والعبادات المقرّبة كإقامة الصلاة وقراءة القرآن ، فهذه تذكّر الإنسان بالمولى المتعال لساناً وجَناناً.
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (١).
وأهل البيت عليهم السلام أعظم العاملين بهذه الآية الشريفة ، والمديمين للأذكار المنيفة. وتشهد سيرتهم وحياتهم أنّهم بلغوا الدرجة القصوى ، والمكانة العظمى في ذكر الله تعالى بجميع معنى الكلمة.
فأوّلاً : كانوا مستمرّين في ذكر الله تعالى بالقلب واللسان في كلّ حال.
ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام قال : «وكان أبي عليه السلام كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله ، ولقد كان يحدّث القوم [و] ما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول : لا إله إلاّ الله.
وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر» (٢).
__________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٤١ ـ ٤٢.
(٢) الكافي : ج ٢ ص ٤٩٨ ح ١.