ام وسيرتها عما قبل الموت ، فنفس الاتجاه الى الرب ، ولا سيما في الذروة الخالصة بعد الموت ، انها عبادة ومخ العبادة ، فكيف يقال له (اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) : الموت؟ وتركه لعبادة ربه وإن في لحظة في أية نشأة من النشآت ، انه موت عن القدسية المعرفية والعبودية!.
أم إن اليقين هنا هو المتيقن مفعولا لا مصدرا ، ف (حَتَّى يَأْتِيَكَ) العالم المتيقن موتا وقيامة؟ فكذلك الأمر إلّا في البعض من مشاكله.
أم إن اليقين هو اليقين ، ولكنه له درجات ، كل حصيلة درجة من العبودية ، كما ان كل درجة من العبودية حصيلة درجة تناسبها من اليقين ، فكما ان اليقين المعرفة لا حدّ له ولا نهاية ، كذلك العبودية ـ هي على غرارها ـ دون حدّ ولا نهاية.
ولان المعرفة متدرجة الى كمال وأكمل في النشآت الثلاث ، كذلك العبودية المناسبة له ، ولا نهاية للنشأة الاخيرة للصالحين ، فلا نهاية فيها ـ إذا ـ لليقين الناتج عن عبودية ، مهما اختلفت زمن التكليف عما بعده صورة ام وسيرة متعالية.
لكلّ من زوايا اليقين الثلاث درجات ، من علمه وعينه وحقه ، ولا نهاية لدرجات حق اليقين ، وهكذا يؤمر الرسول ان يعبد ربه ما هو حي في أية نشأة من النشآت ، وهو لا تصعقه الصعقة المميتة للأحياء في الدنيا وفي البرزخ ، فهو إذا ـ عبادة لربه ويقين منذ الدنيا إلى يوم الدين لا نهاية له في يوم الدين.
أتراه تهنأ له الجنة دون عبادة ، وليست جنته الروحية إلا ذروة العبادة ، وطبعا دون تعب ولا شغب.
وقد يوسع نطاق الخطاب هنا في «واعبد» فيشمل سائر المكلفين ، فمن اليقين لهم موتهم الا المحمديين المعصومين ، فالدنيا لمن سواهم حجاب ،