أحدها
: ما لا ينصرف ؛ فإنّه يجرّ بالفتحة ، نحو «بأفضل منه» إلا إن أضيف أو دخلته أل ،
نحو «بأفضلكم» و «بالأفضل».
وأقول
: الأصل في
علامات الإعراب ما ذكرناه ، وقد خرج عن ذلك سبعة أبواب :
الباب
الأول : باب ما لا
ينصرف ، وحكمه أنه يوافق ما ينصرف في أمرين ، وهما : أنه يرفع بالضمة ، وينصب
بالفتحة ، ويخالفه في أمرين ، وهما : أنه لا ينوّن ، وأنه يجر بالفتحة ، نحو : «جاءني
أفضل منه» و «رأيت أفضل منه» و «مررت
______________________________________________________
في محل رفع خبر المبتدأ ، «لسالا» اللام واقعة في جواب لو لا لا محل لها ،
وسال : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى السيف.
الشّاهد فيه :
اعلم أن الجمهور على أنه لا يجوز أن يكون خبر المبتدأ الذي يقع بعد لو لا إلا كونا
عامّا ، وترتب على هذا أنهم يلتزمون امتناع أن يذكر خبر المبتدأ الذي يقع بعد لو
لا ؛ بل يجب عندهم حذف خبره ، بلا تفصيل.
ولكن المحققين
فصلوا فقالوا : إما أن يكون خبر ذلك المبتدأ كونا عامّا كالوجود المطلق ، وإما أن
يكون كونا خاصّا كالقيام والقعود ، فإن كان الخبر كونا عامّا وجب حذفه نحو قوله
تعالى : (لَوْ لا أَنْتُمْ
لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) [سورة سبأ ، ٣١] ، وإن كان كونا خاصّا ، فإما أن يكون في الكلام ما يدل
عليه إن حذفناه نحو قولك «لو لا أنصار محمد لهلك» وذلك لأن كلمة «أنصار» تدل على
أن الخبر تقديره : لو لا أنصاره حموه أو دافعوا عنه أو نحو ذلك ، فإن كان كذلك جاز
ذكره وحذفه ، وإن لم يكن في الكلام ما يدل عليه وجب ذكره.
فتحصل أن
للمبتدأ الواقع بعد لو لا عند هؤلاء المحققين ثلاثة أحوال : حالة يجب فيها حذف خبره
، وحالة يجب فيها ذكره ، وحالة يجوز فيه ذكره وحذفه.
إذا علمت ذلك
تبين لك أن ذكر الخبر في كلام أبي العلاء المعري لحن عند الجمهور ، ومن باب الجائز
عند المحققين.
ومن العلماء من
أعرب «يمسكه» بدل اشتمال من «الغمد» وجعل الخبر محذوفا ليطابق مذهب الجمهور ، فافهم
ذلك وتدبره.
__________________