ثم قلت : الثّالث : عطف البيان ، وهو : تابع غير صفة يوضّح متبوعه أو يخصّصه ، نحو :
* أقسم بالله أبو حفص عمر*
ونحو : (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ) ويتبعه في أربعة من عشرة ، ويجوز إعرابه بدل كلّ إن لم يجب ذكره ك «هند قام زيد أخوها» ولم يمتنع إحلاله محلّ الأوّل ، نحو : «يا زيد الحارث».
و* أنا ابن التّارك البكريّ بشر* |
|
و* يا نصر نصر نصرا* |
ويمتنع في نحو : (مَقامِ إِبْراهِيمَ) وفي نحو : «يا سعيد كرز» و «قرأ قالون عيسى».
وأقول : قولي «تابع» جنس يشمل التوابع كلها.
وقولي : «غير صفة» مخرج للصفة ؛ فإنها توافق عطف البيان في إفادة توضيح المتبوع إن كان معرفة وتخصيصه إن كان نكرة ، فلا بد من إخراجها ، وإلا دخلت في حدّ البيان.
وقولي «يوضح متبوعه أو يخصصه» مخرج لما عدا عطف البيان.
ومثال الموضّح قوله :
٢٢٩ ـ أقسم بالله أبو حفص عمر |
|
ما مسّها من نقب ولا دبر |
______________________________________________________
٢٢٩ ـ هذا بيت من الرجز ، أو بيتان من مشطوره ، من كلام عبد الله بن كيسبة ـ بفتح الكاف وسكون الياء وبعدها سين مهملة فباء موحدة تحتية ـ وكان من حديثه أنه أقبل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن أهلي بعيد ، وإن ناقتي دبراء نقباء ، فاحملني ، فقال : كذبت ، والله ما بها نقب ولا دبر ، فانطلق فحلّ ناقته ، ثم استقبل بها البطحاء ، وجعل ينشد هذا الرجز ، وعمر يسمعه ، فأقبل عليه فأخذ بيده ، وقال : ضع عن راحلتك ، فلما تبين له صدقه حمله وزوده وكساه ، هكذا يحكي النحاة والأدباء! والبيت الشاهد من شواهد ابن عقيل (رقم ٣٨٨) والمؤلف في أوضحه (رقم ٤٠).