البقر حينئذ الماء ، ولا تمتنع منه ؛ فرارا من الضرب أن يصيبها ، وإنما امتنعوا من ضربها لضعفها عن حمله ، بخلاف الثور.
وقولي «اسم صريح» احتراز من نحو «ما تأتينا فتحدثنا» فإن العطف فيه وإن كان على اسم متقدم ، فإنا قد قدّمنا أن التقدير ما يكون منك إتيان فحديث ، لكن ذلك الاسم ليس بصريح ؛ فإضمار أن هناك واجب لا جائز ، بخلاف مسألتنا هذه ؛ فإن إضمار أن جائز ، بل نصّ ابن مالك في شرح العمدة على أن الإظهار أحسن من الإضمار.
ثم قلت : باب ـ المجرورات ثلاثة ؛ أحدها : المجرور بالحرف ، وهو : من ، وإلى ، وعن ، وعلى ، والباء ، واللّام ، وفي ـ مطلقا ، والكاف ، وحتّى : والواو ـ للظاهر مطلقا ، والتّاء لله وربّ مضافا للكعبة أو الياء ، وكي لما الاستفهاميّة أو أن المضمرة وصلتها ، ومذ ومنذ لزمن غير مستقبل ولا مبهم ، وربّ لضمير غيبة مفرد مذكّر يميّز بمطابق للمعنى قليلا ، ولمنكّر موصوف كثيرا.
وأقول : لما أنهيت القول في المرفوعات والمنصوبات شرعت في المجرورات ، وقسّمتها إلى ثلاثة أقسام : مجرور بالحرف ، ومجرور بالإضافة ، ومجرور بمجاورة مجرور ، وبدأت بالمجرور بالحرف لأنه الأصل.
وإنما لم أذكر المجرور بالتّبعيّة كما فعل جماعة لأن التّبعية ليست عندنا هي العاملة ، وإنما العامل عامل المتبوع ، وذلك في غير البدل ، وعامل محذوف في باب البدل ، فرجع الجرّ في باب التوابع إلى الجر بالحرف والجر بالإضافة.
______________________________________________________
بعد ثم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وضمير الغائب العائد إلى سليك مفعول به ، «كالثور» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن ، «يضرب» فعل مضارع مبني للمجهول ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الثور ، والجملة في محل نصب حال من الثور ، «لما» ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب وعامله يضرب ، «عافت» عاف : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، «البقر» فاعل عاف ، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة لما الحينية إليها.
الشّاهد فيه : قوله «ثم أعقله» حيث نصب الفعل المضارع ، الذي هو قوله «أعقل» بأن المضمرة جوازا بعد ثم ، المسبوق باسم خالص من التقدير بالفعل ، وهو قوله «قتل» الذي هو مصدر.