ولما ذكرت اسم «لا» أوردت مسألتين يتعلقان بباب «لا».
المسألة الأولى : أن اسمها إذا كان مفردا ، ونعت بمفرد ، وكان النعت والمنعوت متصلين ، نحو «لا رجل ظريفا في الدّار» ؛ جاز لك في النعت ثلاثة أوجه :
أحدها : النصب على محلّ اسم «لا» ؛ فإنه في موضع نصب بلا ، ولكنه بني فلم يظهر فيه إعراب ؛ فتقول : لا رجل ظريفا في الدّار».
والثاني : الرفع على مراعاة محل «لا» مع اسمها ، فإنهما في موضع رفع بالابتداء ؛ فتقول «لا رجل ظريف في الدّار» برفع ظريف ، وإنما كانت «لا» مع «رجل» في موضع رفع بالابتداء ؛ لأن «لا» قد صارت بالتركيب مع «رجل» كالشيء الواحد وقد علمت أن الاسم المصدّر به المخبر عنه حقّه أن يرتفع بالابتداء.
والثالث : الفتح ؛ فتقول : «لا رجل ظريف في الدّار» وهو أبعدها عن القياس فلهذا أخرته في الذكر ، ووجه بعده هو أن فتحه على التركيب ، وهم لا يركبون ثلاثة أشياء ويجعلونها شيئا واحدا ، ووجه جوازه أنهم قدّروا تركيب الموصوف وصفته أوّلا ثم أدخلوا عليهما «لا» بعد أن صارا كالاسم الواحد ، ونظيره قولك «لا خمسة عشر عندنا».
المسألة الثانية : أن «لا» واسمها إذا تكرّرا نحو «لا حول ولا قوّة إلّا بالله» جاز لك في جملة التركيب خمسة أوجه ، وذلك لأنه يجوز في الاسم الأول وجهان : الفتح ، والرفع ؛ فان فتحته جاز لك في الثاني ثلاثة أوجه : الفتح ، والرفع ، والنصب ، مثال الفتح قوله تعالى : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ)(١) ومثال الرفع قول الشاعر :
٣١ ـ هذا لعمركم الصّغار بعينه |
|
لا أمّ لي ـ إن كان ذاك ـ ولا أب |
______________________________________________________
٣١ ـ هذا بيت من الكامل ، وينسب هذا البيت لهمام بن مرة ، وينسب لضمرة بن ضمرة بن قطن ، وينسب لغيرهما ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ١٦١) وابن عقيل (رقم ١١٢) والأشموني في باب لا (رقم ٢٩٨).
__________________
(١) الطور ، ٣٣ ، وقراءة حفص فيها برفع اللغو والتأثيم.