ثم قلت : باب في عمل الفعل ـ كلّ الأفعال ترفع إمّا الفاعل أو نائبه أو المشبّه به ، وتنصب الأسماء ، إلا المشبّه بالمفعول به مطلقا ، وإلا الخبر والتّمييز والمفعول المطلق فناصبها الوصف والنّاقص والمبهم المعنى أو النّسبة والمتصرّف التّام ومصدره ووصفه ، وإلا المفعول به فإنها بالنّسبة اليه سبعة أقسام : ما لا يتعدّى إليه أصلا : كالدّالّ على حدوث ذات كحدث ونبت ، أو صفة حسّيّة كطال وخلق ، أو عرض كمرض وفرح ، وكالموازن لانفعل كانكسر ، أو فعل كظرف ، أو فعل أو فعل اللّذين وصفهما على فعيل في نحو ذلّ وسمن ، وما يتعدّى إلى واحد دائما بالجارّ كغضب ومرّ ، أو دائما بنفسه كأفعال الحواسّ ، أو تارة وتارة كشكر ونصح
______________________________________________________
الإعراب : «من» اسم شرط جازم يجزم فعلين ، وهو مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ، «يقترب» فعل مضارع فعل الشرط ، مجزوم بمن ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، «منا» جار ومجرور متعلق بيقترب ، «ويخضع» الواو واو المعية ، يخضع : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من أيضا ، «نؤوه» نؤو : فعل مضارع جواب الشرط ، مجزوم بمن ، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ، وضمير الغائب العائد إلى من مفعول به ، «ولا» الواو عاطفة ، لا : نافية ، «يخش» فعل مضارع معطوف على جواب الشرط ، مجزوم وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، «ظلما» مفعول به ليخش ، «ما» مصدرية ظرفية ، «أقام» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وما مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مخفوض بإضافة ظرف محذوف ، وهذا الظرف منصوب بيخش ، والتقدير : ولا يخش ظلما مدة إقامته ، «ولا» الواو عاطفة ، لا : زائدة لتأكيد النفي ، «هضما» معطوف على قوله ظلما.
الشّاهد فيه : قوله «ويخضع» حيث جاء منصوبا ، وقد توسط بين الشرط وجوابه ، ومثله قول زهير ، وقد أنشده سيبويه (ج ١ ص ٤٤٧).
ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة |
|
فيثبتها في مستوى الأرض يزلق |
ومحل الاستشهاد به قوله «فيثبتها» فإنه مقترن بالفاء بعد «يقدم رجله» الذي هو فعل الشرط ، وقد توسط بين فعل الشرط المذكور وجوابه الذي هو قوله «يزلق» وقد جاء بهذا المضارع المقترن بالفاء منصوبا.