الأرائك ؛ بدليل (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) [يس ، ٥٦] ، أو مرفوعات بالفضل والجمال على نساء الدنيا].
ثم قلت : باب ـ الإعراب أثر ظاهر أو مقدّر يجلبه العامل في آخر الاسم المتمكّن والفعل المضارع.
وأقول : للإعراب معنيان : لغوي ، وصناعي.
فمعناه اللّغوي : الإبانة (١) ، يقال : «أعرب الرجل عمّا في نفسه» إذا أبان عنه ، وفي الحديث «البكر تستأمر ، وإذنها صماتها ، والأيّم تعرب عن نفسها» (٢) أي تبيّن رضاها بصريح النطق.
ومعناه الاصطلاحي ما ذكرت (٣).
مثال الآثار الظاهرة الضمة والفتحة والكسرة في قولك «جاء زيد» و «رأيت زيدا»
__________________
(١) هذا أحد معان لغوية يرد لها لفظ الإعراب ، والثاني : الإجالة ، تقول : أعربت ماشيتي ، تريد أنك أجلتها في مرعاها ، والثالث : التحسين والتزيين ، تقول : أعربت هذا الشيء ، تريد أنك حسنته وزينته ، والرابع : إزالة الفساد ، تقول : أعربت هذا الشيء ، تريد أنك قد أزلت عربه وهو فساده ، والخامس : التكلم بلغة العرب ، تقول : أعرب هذا الرجل ، تريد أنه تحدث بالعربية ، والسادس : أن يصير لك خيل عراب ، واقتصار المؤلف على ذكر الإبانة دون غيرها من المعاني اللغوية التي ذكرنا بعضها ، لأن هذا المعنى هو الملحوظ عند نقل اللفظ إلى المعنى الاصطلاحي الذي هو ما ذكره بقوله «أثر ظاهر أو مقدر ... إلخ».
(٢) البكر : البالغ التي لم يسبق لها زواج ، وتستأمر : يطلب إذنها عند تزويجها ، والصمات : الصمت ، وهو السكوت عن الكلام ، والأيم : التي سبق لها زواج ، وتعرب : تبين رضاها بالكلام ، كما قال المؤلف.
(٣) ما ذكره هو قوله «أثر ظاهر أو مقدر ... إلخ» والأثر إما حركة وهي الضمة والفتحة والكسرة ، وإما حرف كالواو والألف والياء في الأسماء الخمسة نحو جاء أبوك ورأيت أباك ومررت بأبيك ، وكالنون في الأفعال الخمسة نحو يضربان ويضربون وتضربين ، وإما سكون في الفعل المضارع الصحيح نحو لم يضرب ، وإما حذف كحذف النون في الأفعال الخمسة نحو لم يضربا وكحذف حرف العلة في جزم الأفعال المضارعة المعتلة نحو لم يخش ولم يرم ولم يغز. وآخر الاسم إما أن يكون آخرا في الحقيقة كما مثلنا ومثل المؤلف وإما أن يكون آخرا في التقدير والاعتبار كالدال في يد والباء في أب والخاء في أخ والميم في دم من نحو قولك «المال في يد زيد ، ولك أب كريم ، وأخ صادق ، وذهب دم فلان هدرا» فإن هذه الحروف ليست أواخر هذه الكلمات عند التحقيق ، بل أواخرها حروف علة حذفن اعتباطا أي بدون علة وجعل ما قبلها هو الآخر اعتبارا.