والمراد بعمر : ابن الخطاب ، رضياللهعنه.
ومثال العطف المخصّص قوله تعالى : (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ)(١) فيمن نوّن الكفارة ورفع الطعام.
وحكم المعطوف أنه يتبع المعطوف عليه في أربعة من عشرة ، وهي : واحد من الرفع والنصب والجر ، وواحد من التعريف والتنكير ، وواحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وواحد من التذكير والتأنيث.
وكل شيء جاز إعرابه عطف بيان جاز إعرابه بدلا ـ أعني بدل كل من كل ـ إلا إذا كان ذكره واجبا ، ك «هند قام زيد أخوها» ألا ترى أن الجملة الفعلية خبر عن هند ، والجملة الواقعة خبرا لا بدّ لها من رابط يربطها بالمخبر عنه ، والرابط هنا الضمير في قوله «أخوها» الذي هو تابع لزيد ، فإن أسقط لم يصح الكلام ، فوجب أن يعرب بيانا ، لا بدلا ؛ لأن البدل على نية تكرار العامل ، فكأنه من جملة أخرى ، فتخلو
______________________________________________________
اللّغة : «نقب» بفتح النون والقاف جميعا ـ وهو رقة خف الناقة ، وبابه فرح ، «دبر» بفتح الدال والباء جميعا ـ وهو الجرح يكون في ظهر البعير ، وبابه فرح أيضا ، «حفص» هو في الأصل من أسماء الأسد ، وكني به عمر رضياللهعنه لشدة جراءته وشجاعته.
الإعراب : «أقسم» فعل ماض ، «بالله» جار ومجرور متعلق بأقسم «أبو» فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة ، وأبو مضاف و «حفص» مضاف إليه ، «عمر» عطف بيان مرفوع بالضمة ، وسكنه لأجل الوقف ، «ما» نافية ، «مسها» مس : فعل ماض ، وضمير الغائبة العائد إلى الناقة المفهومة من سياق القصة مفعول به ، «من» حرف جر زائد ، «نقب» فاعل مس ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، «ولا» الواو عاطفة ، لا : زائدة لتأكيد النفي ، «دبر» معطوف على نقب ، وجملة «ما مسها» مع فاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب ؛ لأنها جواب القسم.
الشّاهد فيه : قوله «أبو حفص عمر» حيث جاء بقوله «عمر» لإيضاح ما قبله ، وهو عطف بيان عليه ، وفيه أيضا دليل على أنه إذا اجتمع اسم كعمر وكنية كأبي حفص جاز تقديم الكنية على الاسم ، ولم يجب تأخيرها عنه.
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٩٥ ، والقراءة المستشهد بها قراءة حفص.