وإعمالهما قليل
؛ فلهذا خالف سيبويه فيهما قوم من البصريين ووافقه منهم آخرون ، ووافقه بعضهم في فعل لأنه على وزن الفعل ، وخالفه في فعيل ؛ لأنه على وزن
الصفة المشبهة كظريف ، وذلك لا ينصب المفعول.
______________________________________________________
رواه المؤلف
صدر بيت من الوافر ، وعجزه قوله :
* جحاش الكرملين لها فديد*
اللّغة : «جحاش»
جمع جحش ، وهو الحمار الصغير ، «الكرملين» بكسر الكاف والميم بينهما راء مهملة
ساكنة ـ تثنية كرمل ، وهو اسم ماء بجبل من جبال طيئ ، «فديد» صوت.
المعنى : يقول
: بلغني أن هؤلاء الناس أكثروا من تمزيق عرضي والنيل منه بالطعن والقدح ، وإنهم
عندي بمنزلة الجحاش التي ترد ماء الكرملين وهي تصيح وتصوت ، يريد أنه لا يعبأ بهم
، ولا يكترث بما يقولونه ؛ لأن كلامهم يشبه أصوات صغار الحمير.
الإعراب : «أتاني»
أتى : فعل ماض ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به ، «أنهم» أن : حرف توكيد ونصب ،
وضمير الغائبين اسم أن «مزقون» خبر أن ، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع
مذكر سالم ، «عرضي» عرض مفعول به لمزقون ، وعرض مضاف وياء المتكلم مضاف إليه ، «جحاش»
خبر لمبتدأ محذوف : أي هم جحاش ، وجحاش مضاف و «الكرملين» مضاف إليه ، «لها» جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «فديد» مبتدأ مؤخر ، وجملة هذا المبتدأ وخبره في
محل نصب حال صاحبه جحاش الكرملين الواقع خبرا.
الشّاهد فيه :
قوله «مزقون عرضي» حيث أعمل صيغة المبالغة ، وهو قوله مزقون الذي هو جمع مزق ـ بفتح
الميم وكسر الزاي ـ عمل الفعل ؛ فنصب به المفعول به ـ وهو قوله عرضي ـ على ما تبين
في الإعراب.
وفي البيت دليل
على أن جمع صيغة المبالغة يعمل كعمل مفردها ، وهو ظاهر ، ومن شواهد إعمال فعل قول
لبيد بن ربيعة العامري ، وهو من شواهد سيبويه :
أو مسحل شنج
عضادة سمحج
|
|
بسراته ندب
لها وكلوم
|
وقول الآخر :
حذر أمورا لا
تضير ، وآمن
|
|
ما ليس منجيه
من المقدار
|
__________________