وبقاء الضم
أرجح عند المبرد ، والمختار عند الجمهور الفتح.
______________________________________________________
أبو بكر هذه
الأبيات التي منها بيت الشاهد ، وقد ذكرها الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في
ترجمة طلحة بن عبيد الله ، انظر مختصر تاريخ دمشق (٧ ـ ٨٢).
اللّغة : «بوئت»
أراد منها معنى أفردت بها ، «المها» جمع مهاة ، وأصله البقر الوحشية ، والعرب تشبه
المرأة بالمهاة ، «العين» جمع عيناء ، وهي واسعة العينين.
الإعراب : «يا»
حرف نداء ، «طلحة» منادى يجوز ضمه وفتحه : فإن ضممته فهو مبني على الضم في محل نصب
لأنه مفرد علم ، وإن فتحته ، فقيل : هو مبني على الضم المقدر على آخره منع من
ظهوره اشتغال المحل بحركة الإتباع ، وقيل : هو منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه مضاف
إلى ما بعد ابن ، ولفظ ابن مقحم بين المضاف والمضاف إليه ، وقيل : هو مع ابن
مركبان تركيب خمسة عشر ؛ فهو مبني على فتح الجزأين في محل نصب ، والأول هو الأوضح
وهو الذي ذكره ابن مالك ، وهو الذي عناه المؤلف بقوله «فتحة إتباع» وقوله «ابن» هو
بالفتح ، فإن ضممت طلحة فهو نعت له بالنظر إلى محله ؛ لأن محله النصب على ما علمت
، وإن فتحت طلحة فكذلك هو نعت له بالنظر إلى محله ؛ لأنك علمت أن فتحته فتحة إتباع
وأن الضم مقدر عليه على ما رجحناه ، وابن مضاف و «عبيد الله» مركب إضافي مضاف إليه
، «قد» حرف تحقيق ، «وجبت» وجب : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، «لك» جار ومجرور
متعلق بوجب ، «الجنان» فاعل وجب ، «وبوئت» الواو عاطفة ، بوئ : فعل ماض مبني للمجهول
، والتاء ضمير المخاطب نائب فاعل «المها» إما منصوب على نزع الخافض ، وإما مفعول
ثان لبوئ ، «العينا» صفة للمها ، والألف للإطلاق.
الشّاهد فيه :
قوله «يا طلحة بن عبيد الله» فإن المنادى هنا ـ وهو طلحة ـ علم مفرد وقد وصف بابن
، وهذا الوصف مضاف إلى علم ، وهو عبيد الله ، وهذا العلم الثاني أبو العلم الأول ،
والمنادى إذا كان بهذه المثابة جاز فيه الضم على الأصل ، والفتح على أحد وجوه
ثلاثة ذهب إليها العلماء :
الأول
: أن هذا الفتح
الذي على تاء «طلحة» ليس فتح إعراب ولا فتح بناء ، ولكنه فتح إتباع لما على نون «ابن»
لأن الحاجز بينهما في النطق ليس إلا الباء الساكنة ، والحرف الساكن حاجز غير حصين
فكأن الحرفين متجاوران ، واختار هذا الوجه العلامة ابن مالك في كتابه شرح التسهيل
، ولم يذكر سواه من الأوجه.
والوجه
الثاني : أن هذا الفتح
فتح بناء ؛ لأن الشاعر ركب الصفة والموصوف معا تركيب خمسة عشر ، فبناهما على فتح
الجزأين ثم أدخل عليهما حرف النداء ، واختار هذا الوجه فخر الدين الرازي ، ولم
يذكر سواه.
والوجه
الثالث : أن هذا الفتح
فتح الإعراب ، وذلك لأن طلحة مضاف إلى عبيد الله وابن مقحم بينهما ، والمنادى إذا
كان مضافا كان حكمه النصب.