صدورها من عترة سيد المرسلين صلىاللهعليهوآله ، وهذه الزّيارة الشّريفة تحتوي على الفصاحة المضمونة والبلاغة المكنونة ، وما يغني عن ملاحظة سندها ، كسائر كلامهم عليهمالسلام مثل «نهج البلاغة» و «الصّحيفة السّجادية» وأكثر الدّعوات والمناجاة المشهورة.
وقد نقلها شيخ الطّائفة الطّوسي رحمه الله في «التّهذيب» والشّيخ الصّدوق رحمه الله في كتابه «من لا يحضره الفقيه» و «عيون أخبار الرضا عليهالسلام» عن محمّد بن اسماعيل البرمكي الثّقة عن موسى بن عبد الله النّخعي عن الإماام علي الهادي عليهالسلام ، وذكر سندها في «العيون» عن الدّقاق عن الشّيباني عن الوارق والمكتب جميعاً عن الاسدي عن البرمكي عن النّخعي قال : قلت لعلي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام : علّمني يابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم فقال الإمام عليهالسلام :
«إذا صرت الى الباب فقف واشهد الشّهادتين وأنت على غسل ، فاذا دخلت ورأيت القبر ، فقف وقل : «الله أكبر» ثلاثين مرّة ثمّ إمش قليلاً وعليك السّكينة والوقار وقارب بين خطاك ، ثمّ قف وكبر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرّة ، ثمّ اُدن من القبر وكبر الله أربعين مرّة تمام مأة تكبيرة ثمّ قل ... نقل الزّيارة الجامعة ...» (١).
وكذا نقلها في كتاب من لا يحضره الفقيه
يقول المؤلف : الأمر بالوقوف وقول الشّهادتين اشارة الى الآية الشّريفة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ) (٢).
وكأن الزّائر عندما يتوقف يستأذن من صاحب القبر الشّريف والامام المزور ، وبقوله الشّهادتين يعرف نفسه أنه من المؤمنين والمحبّين لهم.
__________________
(١) عيون اخبار الرضا عليهالسلام : للشّيخ الصدّوق رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٢٧٢.
(٢) الاحزاب : ٥٣.