الاخرة بصراط المعروف ، فمن تبعهم هُدي الى الجنّة ، ومن تخلف عنهم زلتْ به قدماه الى النّار (١).
(عَصَمَكُم اللهُ مِنَ الزَّلَلِ)
العصمة ، لغة المنع وفي الاصطلاح اللطف من الله عزّ وجلّ المانع للمكلّف من ترك الواجبات وفعل المحرمات مع قدرته عليها ، فعصم الله تعالى الائمّة الطّاهرين عليهمالسلام من الخطأ والسهو والنّسيان لطهارتهم الأصلية وأنفسهم القدسية ولكونهم مخلوقين من نور الله ومؤيدين بروح القدس ـ الذي ذكرناه آنفاً ـ وصفاء قلوبهم ، وشدّة عزمهم على عبادة الله تعالى وطاعته فكلّ هذه المعاني التي ذكرناها مانعة من الخطأ وعاصمة من الزّلل.
(وَآمَنَكُم مِنَ الفِتَنِ)
وردت كلمة الفتن بمعنى ، الامتحان ، العقوبة ، الشر ، الفساد ، وتقع في الدّين كما تقع في الدنيا ، مثل الارتداد والمعاصي والبلايا والمصائب والقتل والعذاب وغيرها. وبأي معنىً أخذنا الفتن فان الله سبحانه أمّن أئمّة الهدى عليهمالسلام من كلّ ذلك ولأن أئمّة الهدى عليهمالسلام نجحوا في الامتحان الالهي في العبادات وإمتثال الاوامر والنواهي وفي
__________________
(١) وورد في رياض النضرة : ج ٢ ، ص ٧٧ ، قال : عن قيس بن حازم ، قال : التقى أبو بكر وعلي ، فتبسّم أبو بكر في وجه علي عليهالسلام ، فقال له : مالك تبسّمت؟ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لا يجوز أحد على الصراط ، إلّا من كتب له علي عليهالسلام الجواز» وبهذا المعنى في تاريخ بغداد : ج ٣ ، ص ١٦١ ، كنوز الحقائق للمناوي : ص ٦٢ ، وكنز العمال : ج ١١ ، ص ٦٢١ ، والصواعق : ص ١٢٤ ، وينابيع المودة : ص ١١٢ ، وغيرهم.
وقال الحميري :
ولَدى الصراط ترى عليّاً واقفاً |
|
يدعو إليه وليّه المنصوراً |
الله أعطى ذا عليّاً كلّه |
|
وعطاه ربّي لم يكن محظوراً |
البيان الجلي في أفضلية مولى المؤمنين علي عليهالسلام : العلّامة ابن رويش ، ص ٢٩.