«إنّ الذين رووا عن الامام الصّادق عليهالسلام خاصّة من الثّقات على اختلافهم في الاراء والمذاهب كانوا أربعة الآف رجل» (١).
وذكر المحقق رحمه الله في أوائل المعتبر في حقّ جعفر بن محمّد عليهالسلام : أنّه روي عنه من الرجال ما يقارب أربعة الاف رجل وبرز بتعليمه من الفضلاء الافاضل جمٌّ غفير ، كزرارة بن أعين وأخويه بكير وحمران ، وجميل بن دراج ، ومحمّد بن مسلم ، ويزيد بن معاوية والهشامين وأبي بصير وعبد الله ومحمّد وعمران الحلبيين وعبد الله بن سنان وأبي الصباح الكناني وغيرهم من أعيان الفضلاء حتى كتبت من اجوبة مسائله اربعمائة مصنف سموها الاصول الاربعمائة.
ونقل بعضهم : «أن أبان بن تغلب وحده روي أكثر من ثلاثين ألف حديث» (٢).
وأشرنا آنفاً أن جابر الجعفي رحمه الله روى عن الإمام محمّد الباقر عليهالسلام تسعين الف حديث.
وأمثال هذه الاحاديث وروي أحاديث كثيرة عن الإمام الرّضا والامام الجواد عليهماالسلام وسائر الأئمّة الاطهار عليهمالسلام ، ورد طائفة منها مع أسماء كتبوها في الكتب الأربعة. أعرضنا عنها خوفاً من التطويل.
(وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ)
ويعني أنّكم أوضحتم صريقه وسنته ، يعني دين الله عزّ وجلّ : أو يكون المراد أنّ عملكم ومنهجكم كان موافقاً ومنطبقاً مع دينه واحكامه ولم ينتهجوا صراطاً غير الصّراط المستقيم.
__________________
(١) الارشاد : للشيخ المفيد رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٧٩ ، مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٢٤٧ ، أعلام الورى : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ص ٣٣٥.
(٢) سفينة البحار : للمحدّث القمي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٧.