(ومَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُم)
أي توحيد الله عزّ وجلّ في قبول أقوالكم أو أن حقيقة التّوحيد إنّما عرفت منكم ، إذن فمن لم يقبل علوم التوحيد منكم لم يعرف التّوحيد ، وكلّ من يقول بتوحيد الله تعالى يقبل منكم لأنّ البرهان كما يدل على التّوحيد يدل على وجوب نصب الخليفة المعصوم.
(وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُم)
لأنّكم وجه الله وسبيله وطريقه الذي يتوجه به وباب الله تعالى الذي منه يؤتى.
روي عن خيثمة قال : سألت أبا عبد الله الصّادق عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (١). قال الإماام عليهالسلام :
«دينه وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام دين الله ووجهه وعينه في عباده ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده على خلقه ، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه ، ولن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية».
قلت : وما الرّوية؟
قال الامام عليهالسلام : «الحاجة فاذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه وصنع ما أحب» (٢).
(مَوالِيَّ لا أُحْصِي ثَنَائَكُم)
__________________
(١) القصص : ٨٨.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٤ ، ص ١٩٧ ، تفسير نور الثقلين : ج ٤ ، ص ١٤٦ ، التّوحيد : للشيخ الصدوق رحمه الله ، ص ١٤٠.