القبيل ، نسبتها الى أولياء الله عين نسبتها الى ذات الله الأقدس ، ففي رضاهم رضا الله وفي غضبهم غضب الله تعالى.
وعن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام فقال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١).
قال الإمام عليهالسلام : «إنّ الله أعظم وأعزّ وأجلّ وأمنع من أن يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) (٢). يعني الأئمّة منّا» (٣).
يعني المقصود من (وَالَّذِينَ آمَنُوا) في الآية الشريفة الأئمّة الاطهار عليهمالسلام.
(أنْتُمْ السَّبِيلُ الأعْظَمُ)
اي جادة الهداية ، من سلكه نجا من المهالك والمخاوف ، ومن تخلف أو انحرف عنها ضل عن الصراط المستقيم.
(وَالصِّرَاطُ الأقْوَمُ)
يعني أنتم الصراط المستقيم والقويم في الدّنيا كما تقدم ، وطريق متابعتهم في العقائد والمعارف والافعال والاحوال والاقوال أقوم الطّرق وأمتنها وأحكمها في إيصال السّالك الى مراده.
(وَشُهَدَاءُ دَارِ الفَنَاءِ)
أي شهداء الله على خلقه في دار الدنيا كما اسلفنا في تفسير قوله تعالى : (فَاكْتُبْنَا
__________________
(١) البقرة : ٥٧.
(٢) المائدة : ٥٥.
(٣) تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ١ ، ص ٦٤٦.