الله» (١).
وأهل البيت عليهمالسلام أكمل الخلق إيماناً.
(وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ)
وردت كلمة الحكمة بمعنى العلم والقرآن والفقه والموعظة وغيرها ، وقال بعض العلماء : المراد من الحكمة علم يردع الإنسان من إرتكاب الرذائل ، ويرفع مكانته عند نفسه وعند الناس من الإقدام على المعاصي وقال آخرون : المراد من الحكمة الفهم والعقل كما قال الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) (٢).
خلاصة الكلام : الحكمة بأي معنىً كانت ، فان الأئمّة الاطهار عليهمالسلام هم أهل لها ولحملها ، لأن العلوم والحكم مأخوذة من الله عزّ وجلّ ، والائمّة الاطهار عليهمالسلام معدن الحكم الالهية روي عن خيثمة قال : قال لي الإمام الصّادق عليهالسلام :
«يا خيثمة نحن شجرة النّبوة ، وبيت الرّحمة ، ومفاتيح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرّسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ، نحن وديعة الله في عباده ، ونحن حرم الله الأكبر ، ونحن ذمّة الله ، ومن خفرها (٣) فقد خفر ذمّة الله وعهده» (٤).
(وَحفَظَةِ سِرِّ اللهِ)
حفظ الاسرار الالهية أمر يعجز عن حمله إلّا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان أمثال سلمان الفارسي (المحمّدي) ، وكميل بن زياد ،
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٨٣.
(٢) لقمان : ١٢.
(٣) خفرها : أي خفر ذمتنا والخفر ، نقض العهد.
(٤) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٢١.