(وَاللازِمُ لَكُمْ لاحِقُ)
الذين لم ينفصلوا عنكم ، واعتقدوا بإمامتكم وثبتوا على حبّكم ، وأخذوا بأقوالكم ، واتَّبعوا أعمالكم ، فهم لاحقون بكم في الدنيا والاخرة ، أن أن المراد أنّهم يصلون الى الدّرجات العالية والمقامات الرّاقية.
(وَالمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زَاهِقٌ)
والمقصّرون في حقّ امامتكم والمنكرون لها ، أو المراد المقصّرون في تصديق رتبتكم العالية أو في متابعتكم ، أو المراد جميع ذلك ومضمحل عن الحقّ اذا تجاوز عن الحقيقة ، ويقال لمن ضل عن الهدف أو أخطأه ، كيف يمكن اطفاء مصباح الهداية الالهية التي أضاء الله عزّ وجلّ بيد قدرته؟ وكيف يمكن استصغار عظمة قوم أراد الله بهم الرّفعة والعلو ، بل يسعى من نوى ذلك الهلاك نفسه وهلاكها.
(وَالحَقُّ مَعَكُمْ)
كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحقّ مع عليّ وعليّ مع الحقّ يدور معه حيثما دار» (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم أدر الحقّ معه حيثما دار» (٢).
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٨ ، ص ٢٩ ، وورد هذا المعنى في أكثر كتب الفريقين من الخاصّة والعامّة ، فتأمل أيّها الباحث عن الحقيقة في هذا الحديث الشريف وما بعده ، كي تهتدي الى طريق الصواب وتختار ما اختاره الله عزّ وجلّ ورسوله الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم لك ، وما فيه صلاح دنياك واُخراك.
وكما ورد أنّه سلّم محمّد بن أبي بكر على عائشة يوم الجمل فلم تكلّمه ، فقال : أسألك بالله لا إله إلّا هو ، سمعتك تقولين : الزم علي بن أبي طالب عليهالسلام فإنّي سمعت رسول الله يقول : الحقّ مع علي وعلي مع الحقّ لا يفترقان أو لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، قالت : بلى سمعت ذلك منه. مناقب آل أبي طالب : ج ٢ ، ص ٢٦٠.
أقول هلا تمسكت أمّ المؤمنين بقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم تقتل أبناءها ، ولم تحارب الحقّ يوم الجمل.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٨ ، ص ٣٨.