بنعمه كي يمتحن شكركم
وابتلاكم بشدائد المكروهات للنفس البشرية كي يمتحن صبركم ، وفي كلتا الحالتين
استقمتم وخرجتم من الامتحان الالهي مكرمين ومعززين ، ولذا فإنّ إبتلإتكم جميلة
لانّ من البلاء والامتحان ما هو جميل وحسن وهو الامتحان الذي يخرج العبد منه
مكرماً مرضياً ، ومن الامتحان والبلاء ما هو قبيح وهو الذي يخرج العبد منه مهاناً
غير مرضياً.
أو يراد منها نعمتكم التي أنعم الله عزّ
وجلّ بها علينا ، لأنّ نعم الآخرة والدنيا ينزل علينا بوجوده الشريف ، وعلى هذا
يكون معنى البلاء النعمة ، كما ورد في الحديث الشريف : «الحمد لله على ما
أبلانا» .
(بِكُمْ أخْرَجَنا
اللهُ مِنَ الذُّلِّ)
أي بسببكم وبسبب وجودكم أو إمامتكم
وخلافتكم ـ والفقرات الاتية تشير الى بعض النعم الجميلة التي أنعم الله عزّ وجلّ
علينا بهم سلام الله عليهم ـ «أخرجنا»
أي من ذلِّ الكفر والجهل إلى عزِّ الاسلام والايمان والعلم والهداية ، أو من ذلّ
العذاب الدّنيوي والاُخروي ، أو ا لخلاص من ذلّ النفس والمال والأهل ويتخلص من ذل
التمسك بالباطل وحزبه بواسطة الايمان والاسلام ، ووصل الاسلام والايمان بواسطتكم
إلينا.
__________________