عبارات الخبر المأثور عن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام :
«وأسباطنا خلفاء اليقين ومصابيح الامم ومفاتيح الكرم فالكليم أُلبس حلّة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصّاقورة (١) ذاق من حدائقنا الباكورة (٢) وشيعتنا الفئة النّاجية والفرقة الزاكية» (٣).
(وَقَادَةَ الأُمَمِ)
فانّهم عليهمالسلام قادة الطّوائف والفرق المختلفة من العرب والعجم وغيرهم ، وإنّهم الوسيلة في دار الدّنيا لمعرفة الله تعالى وإطاعة أوامره سبحانه بأنوار هدايتهم ، وبشفاعتهم ينال المؤمن في يوم القيامة الدّرجات العالية في الجنّة ـ أو أنّهم قادة الأمم (٤) الماضية في الدّنيا والاخرة بالشفاعة الكبرى ، والوسيلة العظمى ، بل في الدنيا لأنّ الأنبياء عليهمالسلام واُممهم قد اهتدوا بالتوسل بأنوارهم المقدّسة ، وبأشباحهم المعظمة فقد ورد في الرّوايات الشريفة :
«بعبادتنا عبد الله ولو لا نحن ما عبد الله» (٥).
كما أنّ جميع الانبياء العظام عليهمالسلام كانوا في أحلك الشدائد والمصائب يتوسلون بأسمائهم الشريفة ، وأنوارهم المقدّسة ، فيكشف الله عزّ وجلّ لاجل أسمائهم وأنوار الطيبة المهم من أمورهم.
__________________
(١) في النسخة : الصّاغورة.
(٢) الباكورة : أوّل ما يدرك من الفاكهة.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ٢٦٥.
(٤) أنّهم عليهمالسلام يقودون النّاس بدعائهم وتعريفهم وأمرهم وترغيبهم الى المعرفة والدين ، فمن استجاب لهم اهتدى الى الله عزّ وجلّ ونحبى ونال سعادة الدّارين ، ومن لم يستجب وتخلف عنهم هلك وكان للشطيان فيه نصيب الوافر ، بل الرادّ عليهم كالرادّ على الله عزّ وجلّ وعلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل صغيرة وكبيرة على حدّ الشرك بالله ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باب الله لا يؤتى إلّا منه وسبيله الذي أمن من سلكه ، وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام من بعده وجرى للأئمّة عليهمالسلام من بعدهما ما جرى لهما.
(٥) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٤٤.