يقول صاحب الانوار اللامعة في ذيل هذا الحديث : «وكان السر في ذلك أن بعض السائلين قد يكون منكراً لفضلهم وراداً لقولهم ، فقد يكون ترك الجواب أولى من الجواب ، وقد يكون الجواب على وجه التّقية متعيناً وبعضهم قد يكون مقراً بفضلهم ولكن في ترك جوابه ومصلحة يعرفها الإماام دون غيره ، فيجوز لهم ترك الجواب تحصيلاً لتلك المصلحة كما ورد في سؤالهم عن تعيين ليلة القدر والاسم الاعظم والقضاء والقدر وغيرها من المسائل التي امتنعوا عن الاجابه عليها لمصلحة كان فيه» (١).
(مَنْ وَلاكُمْ فَقَدْ وَالى اللهَ وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللهِ وَمَنْ أحَبَّكُمْ فَقَدْ أحَبَّ اللهَ وَمَنْ أبْغَضَكُمُ فَقَدْ أبْغَضَ اللهَ وَمَنْ اعتَصَمَ بِكُمُ فَقَدْ إعْتَصَمَ بِاللهِ)
السر في هذا المطلب هو أن الله تعالى هو الآمر بمولاتهم ومحبتهم (٢) والاعتصام بهم ، والناهي عن معاداتهم وبغضهم ، فالموالي الحقيقي لهم موالٍ لله تعالى وهكذا.
وأيضاً يمكن أن يكون سر المطلب هو أنّ الأئمّة الاطهار عليهمالسلام كانوا متخلقين بأخلاق الله ومتصفين بصفاته ، فكل ما ثبت للحقّ تعالى من الاشياء المذكورة ونحوها ثبت لهم ، كما قال الله تعالى في كتابه : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (٣).
اذاً في هذه الآية الشريفة جعل الله البيعة لرسوله بمنزلة البيعة له سبحانه.
__________________
(١) الانوار اللامعة : للعلّامة السيد شبر رحمه الله ، ص ١٣٩.
(٢) يمتحن العباد غداً بحبهم ، كما يقول ابن حماد :
يا أهل بيت النّبي حبّكم |
|
تجارة الفوز للاُولى اتّجروا |
يا أهل بيت النّبي حبّكم |
|
يبلي به ربُّنا ويختبر |
(٣) الفتح : ١٠.