(وَصَفْوَةَ المُرْسَلِيْنَ)
بمعنى أنّهم عليهمالسلام خلاصة الانبياء والرسل عليهمالسلام ، بل أن مقامهم أفضل من مقام الانبياء والرسل عليهمالسلام ما عدا جدّهم العظيم خاتم الانبياء والرسل محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، كما ورد في رواية عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «ما نبيء نبيّ قطّ إلّا بمعرفة حقّنا وتفضيلنا على من سوانا» (١).
وروي العالم الجليل الشيخ الصدوق رحمه الله في رواية مفصلة عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما خلق الله خلقاً أفضل منّي ولا أكرم مني.
قال : علي عليهالسلام فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي ، أن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضلني على جميع النّبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك ، يا علي وللأئمّة من بعدك ، وأن الملائكة لخدّامنا وخدام محبينا ،
يا علي ، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ،
يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ، ولا الجنّة ولا النّار ، ولا السّماء ولا الأرض ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة ، وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه» (٢).
وسوف ننقل هذا الحديث مفصلاً مرّة ثانية في آخر الكتاب.
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ٢٨١ ، بصائر الدّرجات : ص ٥١.
روى الحموني في كتابه فرائد السمطين ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «معرفة آل محمّد براءة من النّار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصّراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب» ورواه أيضاً القاضي عياض في كتاب الشفاء ، ج ٢ ، ص ٤١ ، والصفوري في نزهة المجالس : ج ٢ ، ص ١٥٠ ، وابن حجر في الصواعق : ٢٣ ط عبد اللطيف بمصر ، والشبراوي الشافعي في الإيحاف : ص ٤ ، واحقاق الحقّ : ج ٩ ، ص ٤٩٤ ـ ٤٩٧. وغيرهم.
(٢) علل الشّرايع : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ١ ، ص ٥ و ٦.