من نفسه ، وكذا عليّ عليهالسلام من بعده.
وقيل له : ما معنى ذلك.
فقال عليهالسلام : قول النّبي صلىاللهعليهوآله : من ترك دَيناً أو ضياعاً فعليَّ ومن ترك مالاً فلورثته إن الرجل ليست له على نفسه ولا ية إن لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولا نهي اذا لم يجر عليهم النفقة (١) والنّبي صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام ومن بعدها عزمهم هذا فمن هناك صاروا اولى بهم من أنفسهم» (٢).
يعني أن النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآله والاوصياء عليهمالسلام من بعده لهم الولاية المطلقة سواء كان ذا ياسر أو اعسار ، فاذا أعسر الرجل فعلى النّبي والاوصياء صلوات الله عليهم ان يدفعوا نفقة عياله ، فعليه أنّهم عليهمالسلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ويقول الله سبحانه :
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (٣).
نزلت هذه الآية الشّريفة في شأن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وقد أجمع على ذلك جميع فرق المسلمين من العامّة والخاصّة. ذلك عندما سأله سائل وهو راكع فأشار سلام الله عليه باصبعه الى السّائل فنزع السّائل الخاتم من يده عليهالسلام. هذا ما نقله الثّعلبي في تفسيره (٤).
وقال الشّيخ أبو علي : وردت هذه الرواية مفصلة ثمّ قال النّبي صلىاللهعليهوآله : «اللّهمّ
__________________
(١) فاذا امتنع عن نفقتهم أو كان معسراً تسقط ولايته عنهم.
(٢) تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٢٤٠.
(٣) المائدة : ٥٥.
(٤) مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب رحمه اله ، ج ٣ ، ص ٣ ، وكشف الغمة : ج ٩١ ، وكلاهما عن الثعلبي في تفسيره في رواية عن أبي ذر الغفاري رحمه الله ، بل رواه عن عنّه طرق فمنها ما رفعه الى عبابة بن ربعي ، وعبد الله بن الحسن انظر الى بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٥ ، ص ١٩٥.