على الرّجعة في الجملة ، وأنّهم يرجعون إلى الدّنيا في زمان الإمام المهدي «عجّل الله تعالى فرجه الشّريف» ويرجع جماعة من خلّص المؤمنين وأشقياء المخالفين ، ولكنّ أهل السنة والجماعة أنكروا ذلك علينا أشد إنكار وشنعوا بذلك علينا ، مع أن الايات القرانية الشريفة والأحاديث النبوية الشريفة ناطقة بذلك.
فقد ذكر الله تعالى رجعة عزير وأصحاب الكهف والملأ من بني إسرائيل قال تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّـهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) (١).
قيل أنّهم كانوا سبعين ألف بيت وكان يقع فيهم الطّاعون كلّ سنة فيخرج الأغنياء لقوّتهم ويبقى الفقراء لضعفهم ، فيقلّ الطاعون في الذين خرجوا ويكثر في الذين يقيمون ، فيقول المقيمون لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ، ويقول الخارجون لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم ، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على ساحل بحر فلمّا وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا ، فماتوا جميعاً فكنستهم المارة عن الطريق ، فبقوا بذلك ما شاء الله ثم مرّ بهم أرمينيا النّبي عليهالسلام فقال : لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك ويعبدوك مع من عبدك. فأوحى الله إليه ، أفتحب أن أحييهم.
قال أرمينيا عليهالسلام : «نعم ، فأحياهم الله له ، وبعثهم معه ، فهؤلاء ماتوا ورجعوا الى الدّنيا ثمّ ماتوا بآجالهم» (٢).
وقال تعالى أيضاً :
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ
__________________
(١) البقرة : ٢٤٣.
(٢) تفسير نور الثقلين : ج ١ ، ص ٢٤١ ، عن روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ص ١٩٨ ، وتفسير الصافي : ص ٢٤٩ ، تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٣٠.