الشّدائد والمحن وتفتح له أبواب الفيوضات الالهية والسعادة ، وأمّا في الممات من شملته السّعادة أن يدفن الى جوارهم وفي تربتهم كان في مأمن من عذاب القبر ومحاسبة نكير ومنكر ، كما وردت هذه الخواص في تربة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في النّجف الاشرف ، فورد هذا المعنى في الرّوايات الصّحيحة عن أهل بيت العصمة عليهمالسلام ، وكما ورد :
«إنّ لله حرماً وهو مكّة وإنّ للرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حرماً وهو المدينة وان لأمير المؤمنين عليهالسلام حرماً وهو الكوفة وان لنا حرماً وهو بلدة قم وستدفن فيها إمرأة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنّة» (١).
ومأثور عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : «أن أهل قم مغفور لهم» (٢).
وكذلك وردت أخبار كثيرة عن حضور الأئمَّة عليهمالسلام عند المحتضرين تدل على التجاء الموتى إليهم ، وقولهم لملك الموت إرفق به إنّه من شيعتنا (٣).
وأمّا في الآخرة ، فالناس يلجؤون إليهم ليفوزوا بالشفاعة كما تقدم ان شفاعة للعصاة والمذنبين في المحشر بعهدتهم ، فالناس من هول وفزع يوم الحشر يلتجئون إليهم فيأمنون تحت ظل عنايتهم وتوجهاتهم الخاصة من المهالك والمخاوف.
(وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقُكُمْ)
سلم من الهلاك والعذاب من صدقكم في أمر الامامة وولاية (٤) وغيرها من
__________________
(١) سفينة البحار : للمحدّث الشّيخ عباس القمي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٤٤٦.
(٢) سفينة البحار : للمحدّث القمي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٤٤٦.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٦ ، ص ١٦٢ ، تفسير فرات ابن ابراهيم : ص ٢١٠.
(٤) فإن لم يكن سلماً كان من الذين قال الله تعالى في حقهم : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) ـ الاية الكريمة في سورة الصّافات : ٢٤ ـ فيسألون عن ولاية علي وأهل البيت عليهمالسلام ، كما رواه الواحدي في تفسيره أسباب النزول ، وابن الجوزي في تذكرته : ص ١٠ ، وقال المجاهد : وقفوهم إنهم مسؤولون أي عن حبّ علي عليهالسلام وعدّه ابن حجر في الآيات