والمتابعة لهم في
أفعالهم وأقوالهم وأعمالهم وعدم الشّك فيهم والاستقامة على ولايتهم ، ومولاة
وليّهم ومحبّتهم وإن كان أبعد بعيد ، ومعادات عدوّهم وإن كان أقرب قريب ، ولله در
دعبل الخزاعي حيث يقول :
أحبّ قصي الرّحم من أجل حبّكم
|
|
وأهجر فيكم زوجتي وبناتي
|
(وَدَعَوتُمْ اِلَى
سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ)
أي دعوتم الخلق الى الدين القويم
بالحكمة ، والمراد من الدّعوة بالحكمة يعني كلّمتم النّاس بما يوافق عقولهم
وأفهامهم ، لانّهم يكلّمون النّاس على قدر عقولهم كما ورد في الحديث الشريف : «اُمرنا معاشر
الانبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم»
.
ويحتمل أن يكون المراد منها : أنّكم
دعوتم الناس الى الله والدين بالكلمات الحكيمة المشتملة على المواعظ القيّمة
والنصائح المؤثرة.
قال النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «كلمة
الحكمة يسمعها المؤمن خير من عبادة سنة»
.
(والمَوعِظَةِ
الحَسَنَةِ)
أي الموعظة التي تجذب قلوب المستمعين ، ويقرّبهم
الى المطلوب كما قال الله عزّ وجلّ :
(ادْعُ إِلَىٰ
سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
__________________