مولده بقرية دارة عزة غربي حلب في سنة تسع وستين وألف. وصحب شيخه الشيخ محمد هلال وبه انتفع وعنه أخذ طريق القادرية ، وخلّفه شيخه المذكور في حياته. وهذه الفرقة من هذه الطريقة المباركة يخلّفون إذا صدر لهم الإذن بعد تكرار الرؤيا مرارا من يختاره الله تعالى أن يكون الخليفة في حياتهم. وبعد وفاة شيخه جلس في زاويته لقراءة الأوراد وإقامة الأذكار ، وانتفع به الناس ، وأعقب له ولدا يقال له محمد هلال ، خلّفه والده في حياته وألبسه الأخوان تاج والده بعده.
أخبر الشيخ عبد الله الشهير بابن شهاب أنه كان صاحب الترجمة يوما بصحن الجامع الأموي بحلب عند العمود وعنده جماعة من أحبابه ثلاثة أو أربعة ، قال : فأتيت إليه وقبلت يده ، فأخذ يباسطني بالسؤال ، وإذا برجل من الأشراف جاء ليقبل يد صاحب الترجمة ، فزجره وصاح به : اخرج وابعد ، ولم يرد قربه منه ، فعطف الشريف إلى نحو باب الجامع الغربي ، فاتبعته إلى أن خرج الشريف من الباب وسألته عن ذلك فقال : إني محدث حدثا أكبر وسهوت.
وله كرامات ظاهرة ، وبالجملة فقد كان شيخا صالحا معتقدا.
وكانت وفاته في نهار الخميس الثاني والعشرين من ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف قبل العصر ، ودفن بالزاوية المعروفة به التي دفن بها شيخه بتعصب من أهله وبعض جهال. وكان مرضه نحو خمسة أيام بالحمى.
وأرخ وفاته السيد عبد الله اليوسفي الحلبي بقوله :
لصاحب هذا الرمس سر غدا يسري |
|
ونور جليّ واضح حالة الذكر |
لذا خصه مولاه أسنى مكانة |
|
وأسمى مقام ساطع بسنا البشر |
وكان مع الأبرار في جنة البقا |
|
يلوح بهاتيك المنازل كالبدر |
فقولوا لأبناء الطريق وأرخوا |
|
تهنّى بفردوس الجنان أبو بكر |
١١٨٣
هذا ما ذكره المرادي في تاريخه ، لكن المكتوب على ضريحه غير هذه الأبيات ما عدا البيت الأخير فإنه كما هنا.