اللغة الفرنساوية إلى التركية في مدينة قسطنطينية وحول الرصد إليها ، وفي سنة ١٢٦١ ترجم إلى اللغة العربية في مدينة حلب الشهباء إلخ.
وكان له عناية بعلم الرمل رأيت بخطه عدة أوراق تتعلق بذلك. وبالجملة فقد كان رجل علم وعمل ، ذا همة في التحبير والتحرير ، ولو أتيح له من يترجمه في عصره خصوصا إذا كان من الواقفين على هذه العلوم لأطال ذيل ترجمته ووفاها حقها.
وكان منزل المترجم كما قدمنا في محلة الفرافرة ، ثم حصل بينه وبين بعض بني عمه نزاع دعاه أن يشتري دارا في محلة باب قنسرين تعرف بقناق الجزار إلى الآن ، ثم إنه وقفها سنة خمس وسبعين ومائتين وألف على سكنى ذريته ووقف عليهم ثلاث دور أخرى ومصبغة ودكاكين. وكان يتعاطى الزراعة شأن معظم الوجهاء في هذه البلاد وأثرى منها ، وكان يملك من القرى السفيرة وتل عرن وتل حاصل وبرقوم ، ثم في زمن السلطان عبد المجيد أخذت منه القرى الثلاث الأول وملكت لسكانها من الفلاحين وخصص له راتب كان يتناوله مدة حياته من الحكومة ، وأبقي له قرية برقوم وهي في يد أحفاده إلى الآن.
ولم يزل على وجاهته وحرمته وانكبابه على علومه المتقدمة إلى أن وافاه الأجل المحتوم سنة ألف ومائتين وست وسبعين ، ودفن في الجبانة الخاصة بهذه العائلة وهي واقعة بين تربة الصالحين وتربة الشيخ السفيري.
وكان للمترجم أخ يقال له محمد آغا توفي بالبصرة ، والسبب في ذهابه إليها أنه كان مر من حلب علي باشا المرسل من الآستانة واليا على البصرة ، فاصطحبه معه وولاه رياسة المالية (دفتر دار) في أيام حكمه فيها ، ثم إنه صار واليا عليها. وكانت وفاته بها ، ولم أقف على تاريخ ذلك ولا على شيء من أخباره.
١٢٢٥ ـ محمد أسعد أفندي الجابري المتوفى سنة ١٢٧٧
محمد أسعد أفندي ابن الحاج عبد القادر أفندي الجابري مفتي حلب.
ولد رحمهالله سنة ١٢١٦ كما وجدته بخط حفيده جميل أفندي في مجموعة له ، وتلقى العلوم العربية والفقه الحنفي على علماء عصره. وكان صدرا محتشما ذا هيبة ووقار. تولى إفتاء حلب سنة ١٢٧٣ ، وبقي في هذا المنصب إلى أن توفي في سنة ١٢٧٧.