باشا باني المدرسة العثمانية ، ووقف في آخر حياته وقفين الواحد دكانان تجاه جامع المهمندار وقفه على ثلاثة رجال من الحفظة على أن يبدأ بتعميرهما أولا ثم يدفع في كل شهر ثلاثون بدل حكرهما للجامع المذكور ، ووقف وقفا آخر على ذريته ونسله.
وكانت وفاته سنة ألف وماية وخمس وسبعين. ا ه. (بعض المجاميع).
١٠٩٠ ـ ناصر جلبي الشهير بباقي زاده المتوفى حول سنة ١١٧٥
من الأسر الشهيرة في حلب أسرة باقي زاده ، وعميدها في هذا العصر ثريا بك ابن حسني بك ، وهو أديب فاضل يعد في طليعة الكتاب بالقلم التركي ، وذلك لأن تحصيله كان في المكاتب التركية ، وهو مقيم الآن في الإسكندرونة هو وأولاد أخيه ، وقد اتخذها والده الموما إليه وطنا له كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى ، وهو يتردد إلى حلب كثيرا للإشراف على وقف جده الأعلى وهو المترجم ، ووقف جده أحمد أفندي لأنه المتولي عليهما الآن.
سألت ثريا بك أن يكتب لي تراجم النابغين من عائلته والذين أشغلوا مناصب علمية وإدارية في الدولة العثمانية ، فكتب لي رسالة طويلة أقتطف منها الأصل الذي ينتسبون إليه وترجمة المترجم ، قال :
إن (باقي زاده) هو لقب عائلتنا منذ القدم ، وأصلنا من الأكراد الأيوبيين يتصل نسبنا ببطل الإسلام ومؤسس الدولة الأيوبية (صلاح الدين يوسف ابن أيوب) ، غير أني مع كل أسف لا يمكنني أن أعداد الجدود مسلسلا لذاك العهد ، لأن جميع الأوراق والمستندات والحجج الشرعية والفرمانات السلطانية والبراءات الملوكية التي كانت محفوظة في المكتبة التي أسسها المرحوم والدي حسني بك بقصبة الإسكندرون التي اتخذها موطنا ثانيا له قد احترقت مع الدار جميعها وصارت طعمة للهيب النيران بعد أن نهبت محتوياتها وما كان فيها من الآثار النفيسة والمقتنيات والكتب القيمة ، وذلك من قبل العساكر الإفرنسية الأرمنية على إثر الإشغال العسكري لدول الائتلاف وانسحاب الدولة العثمانية من سورية ووقوع حادثة ١٧ شباط سنة ١٩١٨ (١) بالإسكندرونة التي على إثرها حصلت حادثة حلب
__________________
(١) أي سنة ١٣٣٧ للتاريخ الهجري.