ونمزج جهلا بالرياء فعالنا |
|
ونخلط في أيماننا سفها نكرا |
إلى الله أشكو ظاهري وسريرتي |
|
وأسأله أمنا إذا بعثوا غبرا |
وأسألك اللهم غفرانك الذي |
|
هو العيش في الدنيا الهنّي وفي الأخرى |
وله غير ذلك من القصائد.
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء لأربع ليال خلت من شهر رمضان سنة ١٣٣٧ ، ودفن في تربة الشيخ جاكير. وأوصى بعشرة آلاف ليرة عثمانية ذهبا ، وهي أكبر وصية أوصي بها ، ولم نسمع برجل في هذا القرن أو الذي قبله أوصى بهذا المقدار ، وقد أنفق من هذه الوصية ألف ليرة يوم وفاته والتسعة ينفقها أولاده تباعا في حلب وفي بلاد نجد.
وكان رحمهالله حسن الأخلاق رقيق الحاشية مستقيما في أحواله وأطواره حسن المعاملة في تجارته. وكان يتعاطى مع التجارة بالمواشي والعطارة طبخ الصابون في المصبنة الكائنة في محلة البياضة ، وكانت إقامته للتجارة بها ، واتخذها سوق عكاظ يؤمه إليها العلماء والفضلاء ويتطارحون هناك المسائل العلمية والمحاورات الأدبية ، وخصوصا شيخنا الشيخ بشير الغزّي ، فقد كان كثير التردد إليه والزيارة له ، ولوجود شيخنا هناك بعد العصر في كثير من الأيام كان الناس يهرعون إليه للاقتباس من فوائده والالتقاط من فرائده.
١٣٢١ ـ أحمد أفندي كتخدا المتوفى سنة ١٣٣٨
أحمد أفندي ابن الحاج محمد أفندي ابن الحاج أبي بكر المشهور بكتخدا. وجيه أشرقت في سماء المعالي أنواره ، وزهت في بروج المجد أقماره ، هو في الشهباء من خواص أعيانها ، ولهذه الأسرة إنسان عينها ، مع كرم حسب وشرف نسب ، ونباهة فكر واستقامة أمر ، وكرم أخلاق ينبيك بها عن طيب تلك الأعراق.
ولد رحمهالله سنة ١٢٥٤. ولما صار عمره سنة توفي والده في طريق الحجاز وهو دون الأربعين ربيعا ، فتربى يتيما في حجر عمه مصطفى آغا. وظهرت عليه أمارات النباهة والنجابة منذ نشأته. ولما بلغ رشده انتخب عضوا في مجلس الإدارة ، وكان في سن الثلاثين ، وصار يتقلب في المناصب إلى أن عيّن عضوا في مجلس استئناف الحقوق في حلب سنة ١٢٩٧ ، وأعيد انتخابه في سنة ١٢٩٩ ، ثم صار وكيلا عن الرئيس في هذا المجلس ،