علماء عصره إلى أن فضل ونبل ، وكانت نفسه منصرفة إلى اكتساب المعالي والجاه والثروة.
وتولى نقابة الأشراف سنة ١١٤٧ ، وهنأه الأديب الفاضل محمد بن علي الجمالي عند ذلك بالقصيدة الآتية ، وتولاها ثانيا سنة ١١٤٩.
وتولى قضاء القدس ، ويغلب على الظن أن ذلك كان في نواحي سنة ١١٥٩. وعاد منها سنة ١١٦١ وتولى قضاء بغداد سنة ١١٦٣ وهنأه الشاعر المتقدم بالقصيدة الآتية. وفي أثناء وجوده في القدس وبغداد كان يشتري نفائس الكتب ويستنسخ الكثير كما رأيته في دفتر بخطه كان محفوظا في مكتبته الآتي ذكرها ، ويظهر أنه بقي في قضاء بغداد إلى أواخر سنة ١١٦٤. وفي سنة ١١٦٥ عاد منها إلى وطنه حلب فشرع في بناء مدرسته في محلة الجلّوم وسماها الأحمدية ، ووقف فيها ما اقتناه من الكتب النفيسة والآلات الفلكية النادرة ، وتبلغ كتبه ثلاثة آلاف مجلد منها عدة مجلدات بخطه الحسن ، وقد صحح الكثير مما استنسخ له ، وذلك ولا ريب يدلك على علو همته وشدة حرصه على العلم والإفادة. وقد قال في أول فهرست المكتبة المحفوظة في المكتبة بعد الخطبة :
أما بعد ، فهذه أسماء الكتب الجليلة الشريفة التي أوقفها المولى الجليل عمدة الموالي العظام صدر الأعالي الفخام حضرة السيد أحمد أفندي الشهير نسبه الكريم بطه زاده القاضي بمدينة بغداد سابقا ، ووضعها في حجرة مخصوصة لها في مدرسته التي أنشأها بمدينة حلب الشهباء وسماها بالمدرسة الأحمدية الكائنة بمحلة الجلّوم الكبرى تجاه جامع البهرامية المشار إلى هذه الكتب في كتاب وقفه والمحررة فيه أسماء الكتب جميعا والمصرح في كتاب وقفه بأن الكتب الموقوفة لا تخرج من حجرة الكتب ولا من المدرسة لأحد لا بإعارة للقراءة والاستنساخ ولا غير ذلك بوجه من الوجوه مطلقا ، وكل من أراد المراجعة والاستنساخ من الكتب المذكورة فليأت في الأيام الأربعة المعينة لفتح حجرة الكتب ، وهي يوم الأحد والاثنين والأربعاء والخميس ، ويراجع ويستنسخ ويطالع ما شاء ويكتب ما أراد. ثم قال : وحرر في الخامس والعشرين من رمضان سنة ست وستين وماية وألف. ا ه.
إجمال كتاب وقفه :
شرط الواقف في كتاب وقفه المحرر سنة ١١٦٦ بعد أن ذكر العقارات التي وقفها بحدودها أن يبدأ من غلاتها بما فيه بقاء عينها من التعمير والترميم ودفع الأحكار ، ويدفع