وكانت وفاته في رابع ذي الحجة سنة ألف وثلاثمائة وثماني عشرة ، وكان لوفاته رنة حزن عظيمة ، ودفن في المقبرة الكبرى القبلية. وكتب على ضريحه من نظم الفاضل الشيخ محمد الخيزراني من جهة القبلة قوله :
بفضل الله أحمد حزت خيرا |
|
فكم أبرأت من قلب سقيم |
لذاك الخير في التاريخ عز |
|
لك البشرى بجنات النعيم |
ومن جهة الشمال قوله :
لقد خطبتك علّيون شوقا |
|
للقياها لقد أسرعت سبقا |
ولم تعلم لفقدك كم فقدنا |
|
عيونا بل وألبابا ونطقا |
١٣١٨
١٢٩٥ ـ الأديب عبد الله مرّاش المتوفى سنة ١٣١٨ ه و ١٩٠٠ م
عبد الله بن فتح الله بن نصر الله بن بطرس مرّاش ، من أسرة عريقة في الفضل والوجاهة معروفة بالعلم والأدب ، وكفاه شهرة أنه أخو فرنسيس مرّاش وشقيق مريانا مرّاش الشاعرة العربية ومن شهيرات النساء الكاتبات في سوريا.
ولد في حلب في ١٤ أيار سنة ١٨٣٩ ، ونشأ بها على والده وغيره ، فتلقى في حداثته مبادىء علوم العربية والخط والحساب ، ثم دخل مدرسة الرهبان الفرنسيسين فأخذ عنهم أصول اللغة الإيطالية ... وبعد ذلك انصرف إلى أعمال التجارة فتخرج في أبوابها وفنونها.
ولما بدت نجابته فيها انتدبته جماعة من جملة تجار حلب لعقد شركة تجارية ينشىء لها محلا في منشستر من بلاد الإنكليز ، فسافر إليها سنة ١٨٦١ ولبث بها إلى سنة ١٨٦٩ ، واشتهر بما كان عليه من الأمانة والدراية فكان له مقام محمود بين معامليه من أرباب التجارة ، وأحرز منها ثروة صالحة.
وفي تلك السنة تم فتح خليج السويس ، فاستشف من وراء هذا الفتح أنه سيكون ضربة قاضية على تجارة حلب ، لأنه قدّر أن البضائع التي كانت ترسل إليها فتحملها القوافل برا إلى نواحي العراق وبلاد العجم لابد أن ترسل بعد ذلك بحرا عن طريق السويس ثم