١١٦٧ ـ عبد الله بن مصطفى الجابري المتوفى بعد سنة ١٢١٦
الشيخ عبد الله بن مصطفى بن أحمد بن موسى ، الحلبي الحنفي الشهير كوالده بالجابري ، نسبة إلى القاضي جابر بن أحمد الحلبي والد أم جده أحمد ، الفاضل الأديب الفقيه الكاتب البارع المنشىء.
مولده في ربيع الأول سنة تسع وستين وماية وألف ، وقرأ القرآن العظيم واشتغل بالتحصيل والأخذ ، فقرأ على أبي الهدى صالح بن سلطان ، وأبي محمد مصطفى بن أبي بكر الكوراني وأبي المواهب إسماعيل بن محمد بن صالح المواهبي وسمع الكثير عليهم وعلى غيرهم ، وأجاز له جماعة كأبي جعفر منصور بن مصطفى بن منصور السرميني وأبي البركات عبد القادر بن عبد اللطيف البيساري الطرابلسي وغيرهم.
وكان يكتب أنواع الخطوط مع الإتقان ، وكان الأفاضل تشهد بنبله ونجابته.
وفي سنة أربع وثمانين وماية وألف دخل دمشق مع والده وعمه ونزل في دار بني المرادي ، وكانوا يشهدون له بالنبل والفضل.
وفي سنة أربع وتسعين دخل دمشق المرة الثانية قاصدا الحج ، ونزل أيضا في دار بني المرادي عند خليل أفندي صاحب التاريخ ، وكان أيضا مع والده.
وكان يعرف اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية. وكان علماء الروم يحررون ما يكتبه من الترسل التركي ويقيدونه عندهم ويشهدون بتفوقه ونبله. وكان مع والده يشتغل بتحرير الوثايق الشرعية والصكوك لدى قاضي قضاة حلب ، وكان والده رئيس العدول والكتاب بالمحكمة الكبرى.
ولما صار والده نقيب الأشراف بحلب والمفتي العام بها صار ولده المترجم مكان رئيس الكتاب ، وشهد الناس بأدبه وعقله واحترمته الصدور والأعيان.
وكان ينظم القليل من الشعر ، ومن كلامه مشطرا بيتي الجواليقي :
ورد الورى سلسال جودك فارتووا |
|
بزلال فيض فضائل ومراحم |
فقصدت مقصدهم وجئتك راجيا |
|
ووقفت خلف الورد وقفة حائم |