ملازما بها لإفادة الطالبين ، محمود السيرة في الإيراد والإصدار ولكل فضل مبين ، سالكا سبل النجاح والهدى ، متزرا بالعفاف وبالفضل ارتدى ، وله الأدب الغض ، والنظم الرائق الذي ما وضع من قدره ناقل ولا غض ، سهم أدبه لشوا كل الأغراض مصيب ، أحرز من الفضل أوفى سهم ونصيب ، جرى في مضمار القريض ملء عنانه ، وقلد الطروس أبهى عقد من جواهر لفظه وبديع جمانه ، وهو من خواص أحبابنا والملازمين لنا ، ووالده كذلك ، وله كمال المحبة والصداقة للمرحوم الوالد وأنه من أعز أحبابه ، وأخص ندمائه وأترابه. وله مدائح كثيرة كأنها القلائد ، أو درر في جيد الزمان فرائد. وهو الآن من الأحياء ، حماه الله من الأسواء. ثم أورد هنا مدائحه في والده السيد أحمد الكواكبي ، منها تهنئته بعد مرض ألم به :
يا كوكب المجد أنت المفرد العلم |
|
وأنت مصباحنا إن عمت الظلم |
كأن شهباءنا جسم وأنت لها |
|
روح فما دمت فيها ما بها ألم |
فالمجد والفضل مع حلم وعز تقى |
|
والجود والشرف الوضاح والكرم |
إن دمت دامت ولا يوجدن إن عدمت |
|
أوصافك الغر لا زالوا ولا عدموا |
يا أوحد العصر يا عز الأكارم يا |
|
تاج الأماجد إجلالا وإن عظموا |
فالمجد مبتهل والحلم يضرع في |
|
بقاء ذاتك ركن بل وملتزم |
فلا أرانا بك المولى سوى فرح |
|
مع المسرات فيها الدهر يبتسم |
ولا برحت على الشهباء كوكبها |
|
ثغورها من سنا علياك تبتسم |
فإن داعي التهاني جاء ينشدنا |
|
لابن الحسين وحق فيك ينتظم |
(المجد عوفي إذ عوفيت والكرم |
|
وزال عنك إلى أعدائك الألم) |
(ولا أخصك في برء بتهنئة |
|
إذا سلمت فكل الناس قد سلموا) (١) |
ومن آثاره البديعة الدالة على أنه ممن ارتوى من مناهل الأدب وتضلع من فنونه رسالته المسماة ب «الهمة القدسية» (٢) التي ألفها باسم مفتي حلب وقتئذ محمد قدسي أفندي المتوفى سنة ١٢٢٢ وأودع فيها من ضمّن من علماء الشهباء وأدبائها في عصره على طريق
__________________
(١) عندي من هذه الرسالة نسختان إحداهما بخطي نقلتها سنة ١٣٢٢ عن نسخة في بيت راغب آغا والثانية وقعت لي شراء سنة ١٣٤٣ ضمن مجموع مخطوط.
(٢) البيتان الأخيران للمتنبي من قصيدة يهنىء بها سيف الدولة بمعافاته.