وسكنت تلك السنة بالمدرسة المظفّريّة ، وعافاني الله من مرضي فكنت في أنعم عيش وتفرّغت للطواف والعبادة والاعتمار.
وأتى في أثناء تلك السنة حجّاج الصعيد وقدم معهم الشيخ الصالح نجم الدين الأصفوني(٢٩٤) ، وهي أوّل حجّة حجّها ، والاخوان علاء الدين عليّ ، وسراج الدين عمر ابنا القاضي الصالح نجم الدين البالسيّ قاضي (٢٩٥) مصر ، وجماعة غيرهم وفي منتصف ذي القعدة وصل الامير سيف الدين يلملك ، وهو من الفضلاء ، ووصل في صحبته جماعة من أهل طنجة بلدي حرسها الله ، منهم الفقيه أبو عبد الله محمد ابن القاضي أبي العبّاس ابن القاضي الخطيب أبي القاسم الجراويّ ، والفقيه أبو عبد الله بن عطاء الله ، والفقيه أبو محمد عبد الله الحضريّ ، والفقيه أبو عبد الله المرسى ، وأبو العبّاس ابن الفقيه أبي عليّ البلنسيّ ، وأبو محمد بن القابلة وأبو الحسن البياريّ وأبو العبّاس ابن تافوت وأبو الصبر أيّوب الفخّار ، وأحمد ابن حكّامة ، ومن أهل قصر المجاز (٢٩٦) الفقيه أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي أبي العبّاس ابن خلوف ، ومن أهل القصر الكبير (٢٩٧) الفقيه أبو محمد بن مسلم وأبو اسحاق ابراهيم بن يحيى وولده.
ووصل في تلك السنة الامير سيف الدين تقزدمور من الخاصّكية (٢٩٨) ، والأمير
__________________
(٢٩٤) نجم الدين عبد الرحمن بن يوسف بن ابراهيم بن علي تفقه على البهاء القفطى وبرع في الفقه حج مرارا وجاور واتّفق أنه مات بمنى في ١٣ ذي الحجة سنة ٧٥٠ ١٣٥٠.
(٢٩٥) هو محمد بن عقيل بن أبي الحسن البالسى المصري ولد ٦٦٠ ـ ١٢٦٢ وتوفي ٧٢٩ ١٣٢٩ سمع من ابن دقيق العيد وكان نائبا لقاضي الجماعة بالقاهرة انتفع به طلبة مصر ، أما ولده عمر الذي توفي سنة ٧٣١ ١٣٣١ فقد كان أستاذا باحدى المدارس وأخوه علي هو الذي عوضه في هذا الوظيف ... الدرر ٤ ، ص ١٦٩.
(٢٩٦) قصر المجاز هو قصر مصمودة لا يبعد عن طنجة ، تقابله جزيرة طريف من الأندلس ، أسسه أمير مصمودة أيام ولاية طارق بن زياد ومنه كان الجواز عام تسعين ، ومنه كان يتم غالبا عبور الجيش المغربي إلى الأندلس ، باعتباره أقرب نقطة ، وهو المسمى أيضا بالقصر الصغير. ـ ابن صاحب الصلاة : المن بالامامة ، تحقيق د. التازي ، طبعة ثالثة ، بيروت ١٩٨٧ ص ١٢٨ ـ تعليق رقم ١.
(٢٩٧) القصر الكبير يقع جنوب طنجة وربما سمي قصر كتامة أو قصر صنهاجة أو قصر عبد الكريم المن بالإمامة ـ المصدر السابق : ص ٢٣٢ تعليق ١.
(٢٩٨) تقزدمور يرسمها ابن حجر في الدرر هكذا : (طقزتمر) قدّمه الناصر وأمّره وزوج ابنتيه لولديه المنصور والصالح .. وقد أكدت أخبار حج هذا الأمير عام ٧٢٨ ١٣٢٨ من قبل المصادر المصرية ، وقد جاءت هذه الحجة بعد ثلاث سنوات من إرسال جماعة من البنائين إلى مكة بأمر من سلطان مصر حيث أجريت بها عين ماء وهي المعروفة بعين بازان أدركه أجله بمصر في جمادى الأخيرة ٧٤٦ ١٣٤٨. ـ ابن إياس : بدائع الزهور ، ص ٤٥٧ ـ الدرر الكامنة ٢ ، ٣٢٦.