ذكر السلطان المعظّم محمد أوزبك خان (٣٦).
واسمه محمد أوزبك بضم الهمزة وواو وزاي مسكن وباء موحدة مفتوحة ، ومعنى خان عندهم السلطان ، وهذا السلطان عظيم المملكة ، شديد القوّة ، كبير الشأن رفيع المكان ، قاهر لأعداء الله أهل قسطنطينية العظمى ، مجتهد في جهادهم وبلاده متّسعة ، ومدنه عظيمة ، منها الكفا والقرم والماجر وأزاق وسرداق (٣٧) وخوارزم ، وحضرته السرّا.
وهو (٣٨) أحد الملوك السبعة الذين هم كبراء ملوك الدنيا وعظماؤها ، وهم مولانا أمير المومنين ظلّ الله في أرضه إمام الطائفة المنصورة الذين لا يزالون ظاهرين على الحقّ إلى قيام الساعة أيّد الله أمره ، وأعزّ نصره (٣٩) ، وسلطان مصر والشام ، وسلطان العراقين ، والسلطان أوزبك هذا، وسلطان بلاد تركستان وما وراء النهر وسلطان الهند ، وسلطان الصين (٤٠).
ويكون هذا السلطان ، إذا سافر في محلة على حدة معه مماليكه وأرباب دولته ، وتكون كلّ خاتون من خواتينه على حدة في محلتها ، فإذا أراد أن يكون عند واحدة منهن بعث إليها يعلمها بذلك فتتهيأ له ، وله في قعوده وسفره وأموره ترتيب عجيب بديع.
__________________
(٣٦) أوزبك خان (UZBEK KHAN) ٧١٢ ـ ٧٤١ ١٣١٢ ـ ١٣٤١ ، سلطان مغولي من القبيلة الذّهبية كما نعلم ، والجدير بالذكر أنه ابتداء من هذا السلطان أوزبك وجدنا أن ملوك (القبيلة الذهبية) يصبحون مسلمين.
(٣٧) سرداق (SOLDAIA) : سوداق (SUDAK) الحالية : بجزيرة القرم جنوب شرقي فيوضوزيا (FEODOSIA) كانت الميناء الأساسي في جزيرة القرم قبل بزوغ كفّا ، وقد كانت بها وكالة تجارية للبندقية ... على ما سنرى.
(٣٨) القصد إلى (SARAY) أول مدينة تحمل هذا الاسم أسست من لدن باتو (BATU) أول سلطان للقبيلة الذهبية ٦٢٤ ـ ٦٥٤ ١٢٢٧ ـ ١٢٥٦ كمقر لإقامة الخريف ، قريبا من القرية الحالية سولترونوج (SELITRONNOJE) على بعد مائة كيلومتر في أعالى أسترخان (ASTRAKHAN) على الفولگا. سراي الجديدة أسست على ما يبدو من قبل برك (BERKE) ٦٥٥ ـ ٦١٤ ١٢٥٧ ـ ١٢٦٦ في الشمال أكثر على الموقع الحالي لكاروف CAR\'OV على بعد ٧٠ ك. م شرقيّ بيتر سبورغ (ستالين گراد).
(٣٩) القصد إلى السلطان أبي الحسن علي بن أبي سعيد (٧٣١ ـ ٧٥٢ ١٣٣٠ ـ ١٣٥١) ، فإن هذا الثناء كان عام ٧٣٤ ١٣٣٤. هذا وقد علق الامير مولاي العباس على مخطوطته مفرّقا بين لقب أمير المومنين الذي يختص به العاهل المغربي وبين الالقاب الأخرى التي يختص بها في نظره ملوك العجم ...
(٤٠) يلاحظ أن ابن بطّوطة كان دقيقا جدّا في تصنيف قادة العالم على عهده ، فإنه لم يذكر «الخليفة» العباسي بمصر. كما لم يذكر شريف مكة ، ولا ملك اليمن وأخيرا لم يذكر ملك تونس ولا تلمسان لأنه يعرف مدى نفوذ هؤلاء جميعا في الوقت الذي كان يقوم فيه بهذا التصنيف الهام!