نوح عليهالسلام (١٦٩) ، وازاءه بيت يزعمون انه متعبّد إدريس عليهالسلام ، ويتّصل بذلك فضاء متّصل بالجدار القبليّ من المسجد يقال : إنّه موضع إنشاء سفينة نوح عليهالسلام.
وفي آخر هذا الفضاء دار عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه والبيت الذي غسل فيه ، ويتّصل به بيت يقال أيضا : إنه بيت نوح عليهالسلام ، والله أعلم بصحّة ذلك كلّه.
وفي الجهة الشرقيّة من الجامع بيت مرتفع يصعد إليه ، فيه قبر مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضياللهعنه (١٧٠) ، وبمقربة منه خارج المسجد قبر عاتكة (١٧١) ، وسكينة (١٧٢) بنتي الحسين عليهالسلام. وامّا قصر الإمارة بالكوفة الذي بناه سعد بن أبي وقّاص رضياللهعنه فلم يبق إلا أساسه!
والفرات من الكوفة على مسافة نصف فرسخ في الجانب الشرقيّ منها ، وهو منتظم بحدائق النّخل الملتفة المتّصل بعضها ببعض ، ورأيت بغربيّ جبّانة الكوفة موضعا مسودا شديد السواد في بسيط أبيض فأخبرت انّه قبر الشقيّ ابن ملجم ، وان أهل الكوفة يأتون في كلّ سنة بالحطب الكثير فيوقدون النار على موضع قبره سبعة أيّام (١٧٣) وعلى قرب منه قبّة أخبرت أنها على قبر المختار بن أبي عبيد.
ثمّ رحلنا (١٧٤) ونزلنا بئر ملّاحة (١٧٥) ، وهي بلدة حسنة بين حدائق نخل ونزلت
__________________
(١٦٩) يقول ابن جبير" بيت لابنة نوح ، ويقول الهروي : " وبالجامع دار نوح ورحى ذكر أهل الكوفة أنها كانت لابنة نوح تطحن بها ..." ص ٧٨.
(١٧٠) هذا تابعي من ذوي الرأي والشجاعة كان مقيما بمكة وانتدبه الحسن (السّبط) بن علي ليتعرف له على أحوال أهل الكوفة حين وردت عليه كتبهم يدعونه ويبايعون له ... فشعر به عبيد الله بن زياد أمير الكوفة فطلبه ... وتفرق الناس عنه ، فأوى إلى دار امرأة ولم يلبث أن اكتشف الأمير مكانه فقتله عام ٦٠ ٦٨٠.
(١٧١) عاتكة بنت الحسين ... معلومات ينفرد بها ابن بطوطة عن عاتكة ،
(١٧٢) سلف الحديث حول قبر السيدة سكينة عندما كان ابن بطوطة في دمشق ...
(١٧٣) تتم عملية إيقاد النيران أيام عاشوراء على ما أخبرت به عند زياراتي المتعددة للكوفة ، وبالمناسبة نذكر أن المغاربة اعتادوا في كل عاشوراء أن يوقدوا نارا ليتفرجوا عليها ، وأغلب الناس لا يعرفون أن لهذه العادة صلة بتعلق الناس بالامام علي رضياللهعنه ...
(١٧٤) المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي من زعماء الثائرين علي بني أمية بالكوفة عام ٦٥ ه ٦٨٥ ، وقد أدركه أجله أثناء معركة ضد قوات عبد الله ابن الزبير سنة ٦٧ ٦٨٧ ...
(١٧٥) ملّاحة هي (الكفل) حاليا وتقع بين الكوفة والحلّة ... ويقول الهروي : " وبها لليهود من الزيارات هناك قبر ذي الكفل وهو النّبي حزقيل عليهالسلام في موضع يقال له بئر ملاحة ... وقد ذكر مستوفي أن الأمير الايلخاني أو لجايتو هو الذي سحب حراسة هذا القبر ، وكانت من اختصاص اليهود ، وأسندها للمسلمين وبنى هناك مسجدا ...