٦٠٠ ـ الموفق مجاهد
بن عبد الله ملك الجزر
وصيّرها حضرة
لملكه ، وكان جليل القدر ، له غزوات في النصارى في البحر مشهورة ، ومن أعظم ما
فتحه جزيرة سردانية الكبيرة. وكان محبّا في العلماء محسنا لهم كثير التولع
بالمقرئين للكتاب العزيز ، حتى عرف بذلك بلده ، وقصد من كلّ مكان ، وشكر في
الأقطار بكل لسان. وقد أثنى عليه ابن حيان في كتاب المتين بهذا الشأن ، وقد وفد
عليه أفراد الشعراء كإدريس ابن اليمان وجلّة العلماء كابن سيده. وولي بعده ابنه :
٦٠١ ـ إقبال الدولة
عليّ بن مجاهد
وحذا حذو أبيه في
الإقبال على العلماء إلا أنه كان ذلك تطبّعا لا طبعا وكانت همته في التجارة وجمع
الأموال إلى أن أخذها منه المقتدر بن هود.
قال الحجاريّ :
وكانت مدته ومدة أبيه في ملك دانية ستين سنة. ثم توالت عليها ولاة الملثمين وولاة
ابن مرذنيش وولاة بني عبد المؤمن. ثم كانت لزيان بن مرذنيش صاحب بلنسية ، ومنه
أخذها النصارى ، أعادها الله.
السلك
الكتّاب
٦٠٢ ـ الكاتب أبو
محمد عبد الله بن العالم أبي عمر ابن عبد البر النّمريّ
من الذخيرة : كان
أبو محمد قد حلّ من كتّاب الإقليم ، محل الغفر من النجوم ، وتصرّف في التأخير
والتقديم ، تصرّف الشّفرة في الأديم. وتصرّف ثم ذكر مكان أبيه في العلم وشهرة
تصانيفه ، ونبّه على ما جرى على أبي محمد عند المعتضد بن عباد حين وشى به ابن
زيدون ، وزعم أنه يطعن في الدولة ، فكاد أن يهلك على يديه ، حتى وصل أبوه ، وخلصه
منه.
الغرض من نثره :
قوله من رسالة عن ابن مجاهد وقد زفّ ابنته إلى المعتصم ابن صمادح :
__________________