إشبيلية بالخلافة ، وقد صدرت عنه الكتب والكتائب إلى البلاد ـ قصيدة مطلعها (خدمتك السيوف والأقلام) فلم يرض هذه البدأة وانتقدها. وقال حين توجه إلى غرناطة في أول دولة ابن هود ، ولم يسله حسنها عن إشبيلية (١).
سئمت المقام بغرناطة |
|
وألسن حالي بذا تنطق |
وما أنكرت مقلتي حسنها (٢) |
|
ولكنها غيرها تعشق |
ومن شعره قوله : [الوافر]
فيا أسفي أتدركني المنايا |
|
ولم أبلغ من الدنيا مرادي |
وما هو غير أن أدعى وحسبي |
|
حيا الإخوان أو موت الأعادي |
وقوله من قصيدة يخاطب بها صفوان بن إدريس :
أنكرت أن راع الزمان أدبي |
|
وهل رأيت ذا نهى مؤمنا |
وفيك لم نقض الفروض حقّها |
|
أفيّ ترجو أن تقيم السّننا |
ومنها :
وصاحب حلو المزاح ممتع |
|
يحيي السرور ويميت الحزنا |
أضحكنا لما غدا ما بيننا |
|
محتجنا لقوسه مضطغنا |
يبدي لنا ما شاءه من ظرفه |
|
ويزدهي برمية تمجّنا |
ويدّعي التّصميم في أغراضه |
|
ولو رمى بغداد أصمى عدنا |
حتى تدلّى طائر من أيكه |
|
لم يبق إلا أن يقول هل أنا |
قلنا له قد أكثب الصيد فقم |
|
فأرنا من بعض ما حدّثتنا |
فقام كسلان يمطّ حاجبا |
|
وبتمطّى بين أين وونى |
وبينما أوترها وبينما |
|
عادت تشظّى في يديه إحنا |
وعند ما رمى حمام أيكة |
|
أخطأه وما أصاب الفننا |
أستغفر الله له إن لم يكن |
|
أطعمنا الصيد فقد أضحكنا |
٥٤٧ ـ أبو محمد عبد الله بن تابجه
من شعراء المائة السابعة. وذكر والدي : أنه رحل إلى مرّاكش ، ومدح بها ناصر بني
__________________
(١) البيتان في اختصار القدح (ص ١٠٨).
(٢) في الاختصار : شخصها.