ومن الذخيرة : ذو مرّة لا تناقض ، وعارضة لا تعارض ، وذكر أنه حيّ في عصره بالمرية ، واشتهر بمدح المعتصم بن صمادح. الغرض مما أنشده من نظمه قوله من قصيدة فيه (١) : [الرمل]
مطل الليل بوعد الفلق |
|
وتشكّى النجم طول الأرق |
وألاح الفجر خدّا خجلا |
|
جال من رشح النّدى في عرق |
جاوز الليل إلى أنجمه |
|
فتساقطن سقوط (٢) الورق |
واستفاض الصبح فيها فيضة |
|
أيقن النجم لها بالغرق |
وقوله (٣) : [الطويل]
رأى الحسن ما في خدّه من بدائع |
|
فأعجبه ما ضمّ منه وطرّفا (٤) |
وقال لقد ألفيت (٥) فيه نوادرا |
|
فقلت له لا بل غريبا مصنّفا |
وقوله (٦) : [الطويل]
ألا فاسقنيها والصّباح كأنه |
|
على الأفق الشّرقيّ ثوب ممزّق |
ومن القلائد : الناظم الثائر ، الكثير المعالي والمآثر ، إن نثر رأيت بحرا يزخر ، وإن نظم قلّد الأجياد درّا تباهى به وتفخر. ووصفه بمعرفة علم الأوائل. وله تصانيف. ومن حكمه : العالم مع العلم كالناظر للبحر ، يستعظم ما يرى والغائب عنه أكثر ـ الفاضل في الزمان السّوء كالمصباح في البراح ، قد كان يضيء لولا الرياح ـ لتكن بالحال المتزايدة ، أغبط منك بالحال المتناهية ، فالقمر آخر إبداره ، أول إدباره ـ لتكن بقليلك أغبط منك بكثير غيرك ، فإن الحيّ برجليه أقوى من الميت على أقدام الحملة ، وهي ثمان ـ المتلبّس بمال السلطان كالسفينة في البحر ، إن أدخلت بعضه في جوفها أدخل جميعها في جوفه ـ ليس المحروم من سأل فلم يعط ، وإنما المحروم من أعطي فلم يأخذ. وأحسن ما أثر له قوله : [البسيط]
تقلّدتني الليالي وهي مدبرة |
|
كأنني صارم في كفّ منهزم |
ومنها : [البسيط]
__________________
(١) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٢) والذخيرة (ق ٣ / ص ٨٦٩).
(٢) في الذخيرة : سقاط الورق.
(٣) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٧٨).
(٤) في الذخيرة : وصرّفا.
(٥) في الذخيرة : ألّفت.
(٦) البيت في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٨٨٠).