الطويلة بإفريقية ، وهناك مات وترك عقبا بودّان. وأحسن شعره قوله في محبوب له مرض واصفر لونه [الطويل]
غدا ورد من أهواه بالسّقم نرجسا |
|
ففجّر عيني عند ذاك عيانه |
فقلت لخدّيه عزاء فقال لي |
|
كذا كلّ ورد لا يدوم أوانه |
وقوله :
الخيل والليل تدري |
|
صنعي إذا افترّ فجر |
ما مرّ لي قطّ يوم |
|
إلا ولي فيه كرّ |
لا تخدعن بالأماني |
|
فما سواها يغرّ |
لا تفكرن في أوان |
|
ما دممت فيه تسرّ |
٤٦٩ ـ أخوهما عبد الرحمن بن محمد (١)
كان صعب الخلق ، كثير الأنفة ، لا صبر لأحد على صحبته ، فجرى بينه وبين أقاربه ما أوجب خروجه عن المغرب الأقصى إلى أقصى المشرق ، ووصلت رسالته من بخارى فيها هذه الأبيات (٢) : [الوافر]
إذا هبّت رياح الغرب طارت |
|
إليها مهجتي نحو التّلاق |
وأحسب من تركت به يلاقي |
|
إذا هبّت صباها ما ألاقي |
فيا ليت التفرّق كان عدلا |
|
فحمّل ما نطيق (٣) من اشتياق |
وليت العمر لم يبرح وصالا |
|
ولم يحكم (٤) علينا بالفراق |
وقتله التتر في بخارى ، رحمهالله.
٤٧٠ ـ علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد (٥)
هو مكمّل تصنيف هذا الكتاب ، ولد بغرناطة في شوال سنة عشر وستمائة ، ورحل منها فجال مع أبيه في برّ الأندلس وبرّ العدوة والغرب الأوسط وإفريقية وإلى الإسكندرية ، وترك والده
__________________
(١) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٣ / ص ١٢٨).
(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٣ / ص ١٢٨).
(٣) في النفح : ما يطيق.
(٤) في النفح : ولم يختم.
(٥) انظر ترجمته في اختصار القدح (ص ١) وفوات الوفيات (ج ٣ / ص ١٠٣) والذيل والتكملة (ج ٥ / ص ٤١١) وبغية الوعاة (ص ٣٥٧) ونفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٥٧) ونفح الطيب (ج ٣ / ص ٣٨).