٣٢٧ ـ ابنه المأمون
يحيى بن إسماعيل
قال الحجاريّ : لم
يكن فيهم أعظم قدرا ، وأشهر ذكرا منه ، اجتمع في مجلسه أبو عبد الله محمد بن شرف حسنة القيروان ، وعبد الله ابن خليفة المصري الحكيم ، وأبو الفضل البغدادي الأديب. ولم يجتمع عند ملك من ملوك الأندلس ما اجتمع عنده
من الوزراء والكتّاب الجلّة : منهم أبو عيسى بن لبّون ، وابن سفيان ، وأبو عامر بن الفرج ، وأبو المطرّف ابن مثنّى . ومات فولى بعده ابن ابنه وهو :
٣٢٨ ـ القادر يحيى بن
إسماعيل بن المأمون ابن ذي النون
وكان سيّىء الرّأي
، إن حزم لم يعزم ، وإن سدّى لم يلحم ، واستدرج ابن الحديديّ بالأمان ، واستفزّه
إلى مصرعه بمزوّرات الإيمان إلى أن زحف ابن الحديديّ للقصر ، والدولة يومئذ متعلّقة بأذياله ، فانخدع للقادر
انخداعا آل به إلى أن قتله أصحاب القادر في القصر.
وأمر بنهب دور بني
الحديديّ ، فاشتغلت العامة بها ، ففغر أذفونش ، ابن فرذلند فاه على ثغوره ، وجعل يطويها طيّ السّجلّ
للكتاب ، وينهض فيها نهوض الشيب في الشباب ، إلى أن ثار عليه أهل طليطلة ، وهرب
إلى بعض حصونه ، فصارت للمتوكل بن الأفطس ، ثم أسلمها
__________________