العصابة
من المسهب : أن
أول من حلّ بهذه القلعة من ولد عمار بن ياسر عبد الله بن سعد بن عمار ، وقد ذكره
ابن حيان في المقتبس ، وأخبر : أن يوسف بن عبد الرحمن الفهريّ سلطان الأندلس ، كتب
له أن يدافع عبد الرحمن المرواني الداخل ، وكان حينئذ أميرا على اليمانية من جند
دمشق ، وآل أمره إلى أن ضرب عنقه عبد الرحمن ، ولما كانت الفتنة وثار ملوك الطوائف
كان أول من ظهر منهم بالقلعة واستبد :
٤٦٠ ـ خلف بن سعيد
ابن محمد بن عبد
الله بن سعيد بن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله ابن سعد بن عمار بن ياسر
العبسيّ ؛ ولما مات خلفه ابنه سعيد ، ثم ابنه أبو مروان :
٤٦١ ـ عبد الملك بن
سعيد
وصادق الفتنة على
الملثّمين ، فامتنع فيها إلى أن تولى لعبد المؤمن ، وخطب له فيها ، وسجنه عبد
المؤمن في مرّاكش ، ثم سرّحه وجلّ قدره عنده.
وفي مدة الملثّمين
وفد عليه أبو محمد عبد الله الحجاريّ بقصيدته التي أولها : [الوافر]
عليك أحالني
الذكر الجميل
|
|
فجئت ومن ثنائك
لي دليل
|
وصنف له كتاب
المسهب في غرائب المغرب ، وهذبه عبد الملك وزاد عليه ، ثم عقبه بعده ، فكان منه
هذا الكتاب على ما تقدم ذكره ، وكان وليّ عهده والمقدّم على جنده :
٤٦٢ ـ أبو عبد الله
محمد بن عبد الملك
وكان مقدّما عند
يحيى بن غانية في مدة الملثّمين ، ثم ولاه بنو عبد المؤمن أعمال إشبيلية وأعمال
غرناطة وأعمال سلا وعلى يديه بني الجامع الأعظم بإشبيلية وقد مدحه الرصافي شاعر
الأندلس في عصره بقصيدته التي منها : [الكامل]
إن الكرام بني
سعيد كلّما
|
|
ورثوا العلا
والمجد أوحد أوحدا
|
__________________